كيف سيتعامل حيدر العبادي مع جيوش المظاهرات الثلاثة |
ما اكتبه اليوم يدخل في باب التحليل والاستنتاجات ولا مجال للطعن او التخوين بالنسبة للفئات التي سأتكلم عنها فمصلحة العراق فوق الجميع ،فالشغل الشاغل خلال هذه الايام هو المظاهرات التي تخرج كل جمعة في مدن العراق والكل يرغب في معرفة اين ستؤول الامور ومن الداعم لها والمستفيد منها وهل ستعطي ثمارا ام انها زوبعة ستنتهي بمرور الوقت. لذلك وجب علينا ان نسمي الاطراف المعنية بخروج المظاهرات الاسبوعية بالجيوش وهي ثلاثة :- الاول - جيش الفضائيات والاعلاميين يشكل هذا الجيش مجموعة من القنوات الاعلامية وبعض العاملين فيها والذين قدحوا شرارةالمظاهرات عبر الدعوة والترويج لها عن طريق وسائل الاعلام الخاصة بهم وعن طريق مواقع التواصل الاجتماعي والهدف الاساسي لاغلبهم هو مايصبوا اليه صاحب الوسيلة الاعلامية واجندته التي يعبأ لها وفي الغالب تكون الغاية مادية قد تكون ليست انية وأخر ما يفكرون به هو مصلحة المواطن. الثاني- جيش منظمات المجتمع المدني والمرتبطين بالسفارات الاجنبية هذا الجيش يمتلك رؤية واجندة تمثل سياسة تلك المنظمة او السفارة في العراق والمنطقة ككل اي ان لهم ابعادهم و خططهم الاقليمية وليست محلية كالجيش الاول والمادة قد لاتكون المحرك الاول لهذا الجيش انما يبحثون عن تغيير جذري لوضع البلد وتحديدا تغيير وجوه مابعد ٢٠٠٣ وتسنم البعض منهم لمناصب مهمة اعتبروا ان الموجودين حاليا غير جديرين بها مستغلين الحزبية والمحاصصة والعمل على ادخال العراق في المنظومة العالمية الجديدة حتى لو كان الثمن تقسيم البلد او اضعف الايمان ان يكون البلد اقاليم او فيدراليات. الثالث- جيش المضطهدين والمتعوبين من عامة الشعب هذا الجيش وهو السواد الاعظم للشعب العراقي والذي يتحرك وفق ما يوجهه الجيش الاول والثاني لكنه يستفاد من حالة التظاهر للتنفيس عما يجول في خاطره وكونه محروم من ابسط الحقوق والخدمات وجل اهتمامه هو الحصول على حقوقه والعيش بحياة كريمة غير ابه لابالمادة ولا بالخطط الاقليمية ولايبحث عن منصب . من هذا الاستعراض يتبين لنا ان المخطط والدافع هو من يستغل المحروم لتنفيذ الاجندة الخاصة به والذي سوف ينتصر ويحقق ما يصبوا اليه وان تأخر الوقت او ظهور مستجدات على الساحة السياسية ويتقاسم هذا الامر الجيش الاول (اعلام) والجيش الثاني (سفارات) الذي يمتلك فرص نجاح اكثر من الجيش الاول اي جيش المنظمات والسفارات حيث ان الجيش الاول سوف يصل الى مرحلة من فلتان الامور من بين يديه فالتمويل قد يقف في اي لحظة او الامور قد تخرج عن سيطرة الاعلام او تتم تسوية معينة مع صاحب تلك الوسيلة الاعلامية كترضية بمنصب مقنع اوتعرض مصالحها لطارئ ما ، فجيش السفارات هو من سيملي على الحكومة وهي الجهة المطالبة بتنفيذ مطالب التظاهرات كون العراق جزء من منظومة اقليمية ولايمكنه الانفصال عن الاحداث التي تتطور في محيطه فالمنظمات والسفارات لها اليد الطولى في حشد وتكوين رأي عام دولي وتأثير على منظمات اقتصادية كالبنك الدولي والامم المتحدة التي تستمد الحكومة شرعيتها منها بعد الشعب العراقي واحيانا تكون قبل الشعب العراقي، والجيش الثالث (الشعب) لا حول ولاقوة له لانه يسير وفق مايتم املائه عليه اما من قبل الجيوش الاخرى او عند استجابة الحكومة لمطالبه . لذلك من المتوقع ان تتصرف الحكومة بطريقتين الاولى ان تقوم بعمل وطني كبير وجعل الجميع في خندق ضد داعش بحيث يسكت الجيوش الثلاث كون ان الموضوع يضع امن العراق على المحك كانطلاق عملية تحرير الموصل وفتح عدة جبهات مع داعش فتتم عملية ترحيل للاصلاحات والمظاهرات لفترة من الزمن او الطريقة الثانية بأن تتعامل مع كل جيش على جهة بمعزل عن الاخر والوصول الى تسويات وهذا الامر يحتاج الى مدة زمنية ليست بالقليلة لكن فيه حل لكثير من المسائل العالقة. |