تعال أيها العراقي المنهوب مالك، والمقطوع رزقك، والمحتلة ثلث ارضك، والمهجرة عيالك، والمسبية نساءك، والمقتول اخاك او ابنك او قريبك. تعال أيها الغابش مع الفجر للمساطر والسائر في دروب الموت وبس الله ساتر، وابنك يقاتل على السواتر. تعال أيها المهاجر من شدة الفقر والحرمان وانت ابن أغنى قطعة في الكرة الأرضية. تعال واجلس لاصقا اذنك على باب الخضراء عاصمة دولة الفساد لتسمعهم ماذا يفتون. وان كان يتعذر عليك الحضور فاقلب الريموت صوب آفاق قنواتهم. وان كنت لا تطيقها سمعا او مشاهدة لكنه، وكما يقولون، للضرورة احكام كتلك التي حكمت على الكرام بالجلوس حول موائد اللئام. اسمعهم ولا تهزز يدك استغرابا فوالله انهم مقتنعون بما يقولون لأن الغبي من اشد الناس اقتناعا بأنه ذكي. لو قدر انك سمعت كلامي هذا قبل ليلتين او ثلاث لحظيت بجلسة سمر للمختار الذي صار مفتيا للديار. اتوه بأربعة من "فطاحل" الاعلام. على أساس انه أينشتاين وواحد ما يكفيه. أي غير واحد يرفع والآخر يكبس مثلا؟ لا. صاروا يرفعون و "ودولته" يكبس. بس ولا كبسة نجحت: لو بالشبكة لو آوت. مساكين حتى انهم ضيعوا الفرق بين السؤال والجواب. صار كلامهم مثل صون الغايرة حشاكم. ولأنهم يتصورنكم، ونحن معكم طبعا، أغبياء، صار يحلل ويحرم على راحته. حلل التظاهرات الصوتية فقط. اما الاعتصامات فعنده جريمة وحرام وجوبا. زين غير يطلعله مذيع اخو اخيته بعد ان يسأله عن سر صبغ شعره أولا ثم ليقول له: لكن ايران التي تغزلت بها بدأت ثورتها في 1979 باعتصام دعا اليه السيد الخميني ضد الشاه. لا بل صار الاعتصام عصيانا. وهل كان من دون الاعتصامات سيطير زين العابدين فارا بجلده او يستقيل مبارك؟ زين الم تقل كتب الشيعة الأم ان طاعة الحاكم الكافر العادل واجبة وطاعة المسلم الجائر مجلبة للنار او العار؟ طيب مو حتى الله قال في كتابه "ولا تركنوا للظالمين". أليست هذه فتوى إلهية للتمرد على الظالمين. وهل هناك ظلم اشد من الذي اوقعه "دولته" على العراقيين؟ يبدو ان الرجل قد اصابته فوبيا الاعتصامات. ربّنا يشفيه. ثم وهذه التي تحتار في بلعها: انتقاده للتظاهرات لأنه يراها قد تحولت الى صراع أفكار. وشبيها الصراعات الفكرية؟ ألم تكن هي الأساس في بناء حضارات الكون. فتواه هنا: أيها العراقيون لا تفكروا! والمصيبة الأخرى هي انه انتقد أبا تيمية ونسي او تناسى انه مثله يرى في الاعتصامات كفرا وانه يجب "طاعة السلطان المسلم مهما بلغ من ظلم الرعية وأخذ أموالهم". وتعال اسمع وشيحجون .. تعال. |