كنت جالساً في مجلس للفصل العشائري، اجبرتني الظروف القاهرة عليه، وكان الخلاف على مشاجرة بسيطة، وكان من بين الجالسين رجل عجوز، صادف ان صارت جلسته بمقابل مبردة الهواء، فنام الرجل المسن، بدأت المناقصة بعشرة ملايين، ( وبدأت حملة طيّح لفلان، اي اخصم من قيمة الفصل العشائري) وللشيخ الفلاني مليونان، وللشيخ العلاني ثلاثة ملايين، ضجر الحاج صاحب المجلس، فقال : الباقي جوّه الفراش، ضج المجلس بالرحمة والمديح، استيقظ الرجل المسن، فصاح: (وآنه شطيحولّي) فقال له صاحب المجلس: (انته اخذ الفراش). ام الحواسم الثانية قادمة، والحرب مع اميركا وحليفاتها على الابواب، هذا مايقوله العقل، وستبدأ المعركة من الفلوجة وتأتي مسرعة الى بغداد، كما اتت في المرة الاولى، ولو كنا نريد الحرب ضد اميركا لقاتلنا مع صدام ولم نترك بيوتنا ونتجه الى العراء مهاجرين لانعلم اين ستنتهي رحلتنا، هناك احتقان سياسي كبير بين ايران واميركا، ولم يكن الاتفاق النووي سوى خدعة كبيرة لبسها اليمنيون المساكين، وسيرتديها العراقيون قريبا، عندما تقاتل الحركات المسلحة والحشد الشعبي الغازي القديم، وسفارته التي تحتل ثلاثة ارباع المنطقة الخضراء وتتدخل في جميع الشؤون العسكرية والمدنية لهذا البلد. المهاجرون قرأوا الامر بدقة، ورأوا ان الوطن لايصلح لسوى الحرب، ولذا بدأت الهجرة المعاكسة التي لن تنتهي ابداً، وستتضخم في الايام المقبلة لتشمل العجائز بعد ان اقتصرت على الشباب، العجائز كانوا يريدون الموت في العراق، ولكنهم تنازلوا عن هذه الرغبة بعد ان رأوا اساليبه القاسية بالصواريخ الاميركية او بسيوف داعش الظالمة، وحكومة المختار التي نخرها الفساد تتفرج ولاتدري ما تفعل، تفتح المنطقة الخضراء، فيأتي الامر من سفارة اميركا باغلاقها ثانية، تحضر جلسة النواب، فيأتي الامر بالمغادرة قبل بداية الجلسة، هذا من جهة، ومن جهة اخرى سليماني الذي يمثل هدهد الملك سليمان، وبعد هؤلاء الدوحة وماتريده من العراق. ولا ادري ماذا تريد اميركا، ربما تريد ( الفراش)، فهي لاتتركنا ندافع عن بلدنا، ولا تدافع هي عنه، والكارثة الكبرى حين يكون عدوك بقوة اميركا وتطورها التكنلوجي، فانه لايترك لك خياراً سوى الخسارة المحتمة، الحركات المسلحة تمتلك صواريخ ربما امتلكها الحوثيون ، ولانريد ان نهبط من عزائمهم، لكن الحرب مع اميركا لها جوانب عديدة، وماحكاية برميل النفط الذي وصل الى 40 دولاراً الا جانب من هذه الجوانب المتعددة، وهي حتى الآن رحيمة بالعراق، ولم تطلب بدية قتلاها فيه، والا لكان حتى الفراش لايكفي، واميركا من طبيعتها، لاتتنازل عن دم هدر لها، ولاتسلك سلوك عشائرنا في قضية بوس عمك بوس خالك وطايحه جوّه الفراش، اميركا اكثرهم تمسكا بالثأر وستزهق ارواح الكثيرين بحجة ارجاع الحياة المدنية الى العراق، والتي صادرها العسكر، عسكر الحركات المسلحة وعسكر الحشد الشعبي. كان مندهشا وهو يجمع اغراضه ويضعها في حقيبة صغيرة، سنترك العراق، وسنرمي على حدوده ( سبع احجارات)، لاعودة حتى في الموت، وردد وهو في حالة يرثى لها: ( وشل ياصاح ابد ماظل بهاماي.... اعيوني من كثر مادك بها ماي بعد شتفيدني عضة بهاماي.......... اذا نهر العذب مخبوط ميّهْ) حزم امتعته، وهو يردد : همزين ماتزوجت، اقلها بمفردي حتى اذا غرقت فالامر لايستحق العناء، ساودع اهلي وداع راحل لاعودة منه، ولا التفاتة الى الخلف، هذا كل شيء، الم تصرحوا ان العراق يجب ان يبقى فيه خمسة ملايين، انا اؤكد لكم ان العراقيين لايريدون الجهتين، ولو خيرتموهم جميعا لغادروا العراق بلا رجعة، وليكن الفراش لكم، احنه طيحنا الكم.
|