في كل جمعة يتأمل المرء كيف سيكون شكل هذا اليوم منذ صباحه الاول فمنهم المتفائل وهنالك المتشائم لعدم ايمانه ببارقة امل لحلول واصلاحات قد يقوم بها اصحاب الحل والعقد تجاه المطالب الشعبية. وتبين اليوم الخيط الاسود من الابيض, لان اغلب اصحاب - صورني واني بساحة التحرير - لم يحضروا بعد ان كانوا يرفعون الشعارات ويصرخون بالهتافات وينادون بالاصلاح في شعاراتهم الرنانة, لخيبت املهم بعدم وجود اية مبادرة حكومية حقيقية للتغيير, وهذه الخيبة رغم قساوتها علينا الا انها كشفت الوجوه الحقيقية التي ارادت التسلق على الاكتاف بطرق شتى للحصول على قطعة الكيك التي كان اغلبهم يتوقع ان توزعها الحكومة بسياراتها الرباعية المظللة على الرؤوس في ساحة التحرير. وانا اتجول اليوم في اروقة الجموع والكروبات بحثت بشدة عن وجوه رأيتها متحمسة في الايام الاولى لكني افتقدتها منذ الجمعة الماضية, ورغم الظروف الخاصة والاستثنائية للبعض, لكن هل الامر يشمل الجميع؟ لا اعتقد..... تحدثت مع الزميل والاستاذ احمد عبد الحسين باعتباره الوجه الابرز في الحراك الشعبي المدني الدائر بشأن توحيد الكروبات والتيارات المدنية المستقلة التي تنادي بالاصلاح وسبل توحيد الخطاب الذي يخص المطالب المشروعة للحقوق, ليكون سبيل للمتظاهرين في عدم التشظي, ورايت في خلجاته عدم الرضى على كثير من الحالات رغم التفاؤل في الحفاظ على اعداد الجمهور المطالب باصلاح الوطن. ولذلك ارى ان الانسان الوطني الذي يخرج لساحة التحرير او اماكن التظاهرات في المحافظات عليه ان يفكر بكيفية اقناع الحكومة والقائمين على صناعة القرار واتخاذه, بالطرق السلمية التي تحافظ على الاموال العامة وعدم الانجرار خلف المهاترين والمستأثرين بالسلطة واعوانهم, للوصول الى الاهداف المرجوة والتي تعد من حقوق الناس خصوصا الفقراء والمستضعفين والعبور بهم الى بر الامان والانتصار لهم رغم كل التحديات التي نواجهها, لان هنالك الكثير ممن يريدون افشال المشروع الوطني الحقيقي على حساب الغير, وسيكون النصر لنا وليس لهم بجهود الابطال الذين لا يهابون عصا الحكومة ورصاصها.
|