في ليلة ممطرة من أيام الإغتراب

 

 

حينما تريد ان تفارق احباءك، حتماً انك ستحتفظ بصورهم الثابتة والمتحركة في هاتفك المتنقل او حاسوبك المحمول وتبدأ عندما لا تكف الأمطار الغزيرة عن التوقف وانت في شقتك التي لا يظيئها سوى مصباح اقتصادي خوفاً من الفاتورة، تبدأ بتقليب صورهم التي تجمعك معهم لتتمتع بالنظر إليها حتى تستعيد تلك الذكريات الجميلة، مع اطفالك وزوجتك وامك ووالدك واخوانك وأصدقائك وحتى الأماكن والأزقة التي تقرحت ركبتيك اثر لعب كرة القدم فيها، وربما تنزل دمعة الشوق بعد احتباسها لأيام وأسابيع في طرف العين خجلاً، الأصوات والصور والحركات تبقى معك ولن تتخلى عن صورة واحدة او مقطع واحد تجمعك بمن تحب بل وستطلب المزيد عن طريق الواتساب والفايبر وغيرهما لكنك رغم كل التقنيات التي جعلت العالم قرية واحدة -كما يقال- سينقصك شيء واحد ألا وهو رائحة من تحب، اطفالك، امك، زوجتك، فمهما تطورت التكنلوجيا الا انها لم تستطع تسجيل الروائح على اقراص مدمجة او على اجهزة الآيفون والكالكسي! كرائحة (شيلة) الأُم او غترة الوالد او ثياب الأحبة، فما على من يريد الاغتراب ان يحمل معه لكل شخص يحبه قطعة ثوب صغيرة يشمها في ذلك اليوم الممطر والمظلم فرائحة ثوب يوسف اعادت ليعقوب بصره!