من ينتصر الشعب الرافض أم ؟

 

الفقرة الاولى في تقدير الموقف العسكري هي (قوات الطرفين) وهي لا تصلح لتقدير الموقف الستراتيجي في العراق بسبب تعدد الاطراف وعدم امكانية دمجها بأطراف متحالفة لوجود حالة غير مسبوقة من تعدد الاجندات والاهداف فمثلا لا يمكن أخذ الحكومة كطرف مضاد للميليشيات وهي ليست معها بنفس الوقت رغم أنهما نتاج لأم واحدة هي الطائفية ولذلك هم يتحالفون فقط عند حصول تهديد من خارج الطائفة …والحكومة نفسها تظم شيعة السلطة وسنتها وهم لا يتحالفون ألا في حالة حصول تهديد من الشعب الواحد.

 

نبدأ بالشعب الذي يتهمه الدستور والسياسيين بأنه مصدر كل سلطة وكل تشريع وهو بريء من كل ذلك براءة الذئب من دم يوسف ..لنجد اننا نعده شعبا واحدا عندما نريد تطمين انفسنا على مستقبل العراق ، فالاجندات التي حكمت تمكنت من تفريقه الى حد ما ، والادلة كثيرة ومنها ان جماهير الوسط والجنوب لم تقف مع جماهير المحافظات الست رغم موضوعية مطالبها ودستوريتها وسلميتها فقد تمكن المالكي واعوانه من تصويرها كفقاعة نتنة وساهم في أنجاح هذا الايحاء بعض من شيوخ تلك المحافظات ورجال دينها الموتورين وسياسييها الطائفيون.

 

اليوم اختلف الامر فالفساد دمر الكل الى الحد الذي اسقط الاقنعة عن دهاقنة الاسلام السياسي وانكشف زيفهم بشيعتهم وسنتهم وصاحت الجماهير(باسم الدين باكونا الحرامية) بل وتعالت الصيحات بالمطالبة بالدولة المدنية التي تعني سقوط الاحزاب الاسلاموية وطبعت هذه الصيحات عموم جماهير بغداد والبصرة ..هذا فضلا عن الرفض العام للجماهير العراقية للطائفية ومبادئها الفاسدة ومنها المحاصصة

 

ما الذي يعنيه هذا الرفض؟؟؟ انه باختصار رفض الشعب للتشكيلة الحكومية وكل من شارك بها بلا استثناء فالشريف الساكت منهم هو شيطان اخرس وهو مشرعن للفساد والمحاصصة الطائفية التي كلهم ركبوها للوصول الى المال السياسي على حساب الشعب العراقي .

 

ما هي التشكيلة المرفوضة؟؟؟انها باختصار شديد حزب الدعوة (الاسلامية) والمجلس الاعلى(الاسلامي) والحزب (الاسلامي) والتيار الصدري (الاسلامي) وهذا يعني ان الاسلام السياسي في العراق يمر بمنعطف خطير ونعتقد بأنه سيشهر سلاحه وما اكثر مسلحيه وسلاحه وان السيد العبادي سيكون الابن البار للحزب الذي وهبه السلطة رغم انخفاض اصواته قياسا بالبعض وبالتالي سيفشل الاصلاح او لا يأخذ مداه في محاربة المفسدين ،وسيبقى المتظاهرون صامدون الى ان يتحولوا الى فقاعة نتنة – حاشاهم- كالذين سبقوهم في الانبار وغيرها لأن الثورة مسموح لها ان تكون اصلاحية وضد الفساد وبما ان الفساد هو عمود الخيمة وبانهياره تنهار العملية السياسية وهذا ما هو غير مسموح به ..الا اذا صمد المتظاهرون لمدة طويلة وتحصنوا ضد المؤامرات والتشويش وخلط الاوراق وأذا لم يحصل تفجير لمرقد مقدس كما حصل مع المرقدين الشريفين فيتقاتل المتظاهرون فيما بينهم وسيكون الفساد متفرجا عليهم مزهوا بانتصاره