ساحة التحرير رمز الخلاص

 

أين أنت ياجواد سليم ..أيها العراقي الأصيل ..يامن كنت تتنفس من آشور وبابل وسومر وأكد : ليتك تحضر اليوم وترى كيف أن جموع العراقيين تطوف تحت نصبك العظيم ..وتحج إليه كل جمعة ، لتفجر غضباً عراقياً عارماً ..ليطيح بكل الأصنام ، ويكسر كل القيود ..!!

 

عندما ننظر إلى نصب الحرية وسط بغداد فأننا نستلهم منه كل المعاني العظيمة ..من تاريخ وحضارة ..من كرامة و مجد …من صراع ونضال ..من أخلاق ومبادئ ، كل هذه الميزات والقيم التي نعيشها  في حياتنا اليوم ..نراها متجسدة في هذا النصب العظيم …

 

 نصب الحرية أو [ملحمة الحرية]  التي كانت مُعبّراً حقيقياً عن أرادة الشعب العراقي تجسدت في هذا النصب الذي يعد واحداً من أكبر النُصب في العالم بصورة عامة ، ولعل أول مايجذب الشخص عندما يطالع النصب للوهلة الأولى هو ذلك الجندي الذي يكسر السجن الذي يتوسط النصب ..بما فيه من قوة وأصرار ونقطة تحول تنقل قصة النصب من مرحلة الإضطراب والغضب والمعاناة إلى السلام والأزدهار والحرية ..

 

لقد تبلور مجهود الفنان الراحل جواد سليم في عمل ضخم ، نقف اليوم مبهورين بروعته وأبعاده الرمزية وطريقة أنجازه ، وهذا العمل هو نصب الحرية الذي قضى الفنان جواد سليم آخر سنتين من عمره في تصميمه وإنجازه ، وقد داهمه الموت وهو بسن الثانية والأربعين قبل أن يرى كامل قطــــع النصب موضــــوعة في مكانها ..!!!

 

يتألف نصب الحرية الذي يقع في قلب العاصمة العراقية بغداد من أربعة عشر وحدة من البرونز موضوعة على (أفريز سميك) هو عبارة عن لافتة طولها خمسون متراً وترتفع منحوتات جواد سليم بأرتفاع بلغ ثمانية أمتار عن الأرض ، ويعد هذا النصب الرائع من أضخم النُصب التي قام بها فنان عراقي منذ أكثر من 2500سنة من تاريخ العراق …!!

 

نقول لكل العراقيين في هذه الأيام العصيبة من تاريخهم  ، هذه الأيام التي يعيشون فيها هذا الزمن الصاخب بالفتن والحروب والمآسي والتخاذل والتراجع والمحن والمصاعب ….نقول :

 

تأملوا ..مجدكم ..تأملوا معاناتكم ..تأملوا نضالكم ..تأملوا عظمتكم ..تأملوا وحدتكم ، تأملوا تاريخكم ..تأملوا كل مجدكم التليد وتراثكم العظيم  …في قصة ملحمتكم الخالدة …(نصب الحرية ) …!