الوطن والهجرة واللصوص وسعدي الحلي والقناص |
لو ان الوطن كما يعرفه البعض على انه قطعة ارض وطبوغرافيا وحدود ومعالم وتاريخ ولغة ودين وعادات وعيش مشترك , وشاء قدري ان أولد فيه وادفع ضريبة هذه الولادة - حسب التوصيف المذكور - حروبا متواصلة وعنجهية حكام ولصوصية حاكمين وسيطرة مكونات خارج سلطة القانون وفقدان امن وحرائق ارهاب ومفخخات وحرمان من كل الفرص المشروعة مثل المساواة بين الجميع في الحصول على التعليم والسكن والعلاج وفرصة التعيين وغياب قانون ينظم الحياة ويكون محترم من الجميع .. ترى ماذا قدم لي تاريخ الوطن المشترك وارضه ومعالمه ؟ وهل تكفي كلمة ( مواطن ) ؟ في الزمن الراهن الوطن ليس هذا التعريف البالي ولا الاعتزاز الزائف والفارغ او الرومانسية الخادعة والتي يعزف على وترها الساسة والمنتفعون من شرائح اخرى الوطن حسب التوصيف العملي هو مجموعة علاقات ومصالح متشابكة ووجود محترم للجميع وخيرات لا يستأثر بها طرف على حساب اخر وشعار الوطن للجميع يجب ان يطبق فعليا وليس شعارا للاستلاب والضحك على الذقون . في العراق السارق والمسروق يعون الحقيقة حيث يعلم السارق علم اليقين ان لا توجد قوة في الارض قادرة على محاسبته او استرداد ماقام بسرقته والمواطن المسروق يعرف سارقه تماما ويعرف بشكل مؤكد انه والقانون عاجزين عن اقامة الحد او الحكم على السارق ومعاقبته واسترداد السرقة منه بسبب التركيبة التي بني عليها الوطن وقانونه الذي هو سوط بيد السارق الذي تتزامن سرقته مع سيطرته على مقاليد الحكم ولو استعرضنا تاريخنا المؤطر بالسرقة وتساءلنا من الذي سرق ثروة يهود العراق واسقط جنسيتهم في خمسينات القرن العشرين ؟ ألم يكن هو الحاكم السارق ؟ |