أول السطر.. آخر السطر

 

أول السطر : من الأخطاء  اللغوية الشائعة والمتداولة قولنا (يتولى فلان منصبا ) ..  أي كأن لهذا الشخص إرادة  ذاتية باختيار منصبه .

 

بينما يكون الأصح  والأفصح أن نقول : ( وليَ فلان منصبا ) , أي انه اخُتير  لهذا المنصب من جهة أخرى ترى فيه صلاحا لاختيار المنصب .

 

آخر السطر :

 

عطفا على ماورد في أول السطر أقول :

 

مادام تولي المنصب خارجا عن إرادة الشخص , فعلى من يُولى منصبا أن يوقن بأنه اخُتير لهذا المنصب أو الوظيفة لتحقيق أمل ورجاء من عينه أو رشحه أو نصبه أو اختاره .

 

وعكسا إذا فهم انه ( تولى هذا المنصب باختياره الشخصي ) فانه ينحرف إلى تحقيق مصالحه الشخصية ومنافعه الذاتية ضاربا عرض الحائط مصلحة الحزب أو الشخص أو الائتلاف أو الجهة التي اختارته  لهذا المنصب .

 

من أول السطر بين ( تولى ) إلى آخر السطر ( ولي ) تمتلئ المصارف والصفحات بتعداد المغانم والمنافع والمكتسبات الشخصية لهذا ( الرئيس )  أو  ( البرلماني )  أو  ( الوزير )  أو  ( الوكيل )  أو  (المستشار)  أو  ( المدير العام )   أو (الموظف ) .

 

ونكون نحن ( فقراء الناس ) في موقف المتفرج على مسرحية (شاهد ماشفش حاجة ) .

 

مسرحية النهب المنظم والثراء اللامشروع مابين الفعل ( تولى ) في أول السطر .. والفعل ( وُلي ) في آخر السطر .

 

 اللهم ارحمنا ..  ولا ترحم كل من تلاعب بأموالنا وخيراتنا وثرواتنا ومقدراتنا