ماذا حصل لكم ،اين انتم يا عرب ،ان ما يحصل اليوم مضحك مبكي ، اذ تتحطم دول عربية كبيرة دون حروب مع أي عدو معتبر ، كسوريا والعراق وليبيا ،وداعش والقاعدة في كل مكان والقادم في المجهول الذي لايراه العرب أكبر وأخطر من ذلك ،غير انهم مشغولون بالتحالف المشبوه المبني على الكيس الخليجي والفكر الصهيوني لتدمير اليمن وقتل أهلها ومن ثم انهاك دول الخليج وسحب أموالها . الخليج هو الهدف القادم : لقد تم تدمير أكبر قدرات الدول العربية المهمة مثل العراق وسورية وليبيا واليمن والآن مصر تتعرض الى استنزاف ،غير ان الخليج لايزال سليما ً ومعافى ولذلك كان قرار اقحامه في حرب ضد شعب اليمن هو بداية الأنزلاق نحو الهاوية وإيذان بدخول المستنقع ،وهو تدمير للخليج أكثر منه لشعب اليمن . امريكا والصهاينة قبضوا الثمن : معروف ان الدول الخليجية هي دول ثرية وانها خزنت كميات من السلاح بحكم ثرائها وعلاقاتها بأمريكا ،ورغم التعهدات التي تؤخذها أمريكا على هذه الدول بعدم استخدام هذا السلاح الا بموافقة امريكية غير ان هذا لا يكفي امريكا والصهاينة فمخططاتهم تستوجب شمول هذه الدول بموجة الفوضى الخلاقة لسحب المزيد من الأموال منها وكذلك لأنهاكها على شاكلت الدول العربية الأخرى ،وهذا ما اشارت له أغلب البحوث المسربة من الجانب الأمريكي والتي نشرت في الصحف الصهيونية و الأمريكية الكثير منها ،فعلى سبيل المثال : اعتبر "تسفي برئيل" محلل الشؤون العربية بصحيفة "هآرتس" أن اعتزام العرب إنشاء قوة عربية مشتركة، أمر لا يخيف إسرائيل، بل يجعلها تطير من فرط السعادة؛ ذلك لأن تل أبيب ترى في هذه القوة جزءًا لا يتجزأ من ركائز أمنها، وعلى الرغم من أن أحدًا لم يدعها للمشاركة في هذا التحالف، فإنها تمتلك فيه أسهمًا ممتازة، على حد قوله. وكشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أمرا خطيرا وهو أن إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة يخدم إسرائيل, ولذا فإنها لم تبد أي رد فعل مناهض لها, بل إنها ترحب بها بشدة . وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 31 مارس أن ما يجعل إسرائيل ترحب هذه المرة بهذه القوة, التي طالما وقفت لها بالمرصاد في السابق, هو أنها ليست موجهة ضدها من الأساس, وإنما ستستخدم فقط لمواجهة إيران, ومحاربة "التنظيمات الإسلامية المتشددة". ولم تستبعد "هآرتس" أن تستخدم هذه القوة ضد حركة حماس, مشيرة إلى تصنيف مصر لها كمنظمة إرهابية. وتابعت الصحيفة " إسرائيل تنظر إلى القوة العربية المشتركة المزمع تشكيلها كجزء لا يتجزأ من ركائز أمنها, ورغم عدم دعوتها للمشاركة فيها, فإنها تمتلك فيها أسهما ً ممتازة ", على حد قولها. واللافت إلى الانتباه أن ما ذكرته الصحيفة الإسرائيلية يأتي بعد تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس في القمة العربية, التي دعا فيها لتكرار "عاصفة الحزم" بقطاع غزة. وكان عباس فاجأ الجميع بدعوة القمة العربية باتخاذ مواقف مماثلة لعملية "عاصفة الحزم" في قطاع غزة, وليس ضد إسرائيل . ألم يكن بأمكان العرب التفاهم على ابسط المشتركات وترك خلافاتهم الهامشية والأنتباه الى التهديدات الكبرى التي تحيط بهم وتهدد مستقبلهم ، ويبدو ان هذا لن يحدث وانهم فضلوا استخدام ثروة النفط لحفر قبورهم بأيديهم، ودخول المستنقع الذي لافائدة ولاطائل لشعوبهم فيه ، وقد اضطرتهم الظروف الشديدة التي صنعوها بأيديهم الى مصافحة الصهاينة أعدائهم الحقيقين والتنسيق معهم بالضد من بعضهم البعض !
|