يا فتى العراق الجميل . لا أحد مثلك يستحّقُ اللجوء الى أرضٍ أخرى . إنّ وجهكَ مسفوحٌ منذُ قرونٍ على ساحلِ الخليجِ الذي تتقاطعُ فيه التسمياتْ . و يداك ممدودتان دون حراكٍ منذُ سنواتٍ على الرمل . و فمكَ الصغير مملوءٌ دائماً بالزَبَد والرماد . و عيونكَ يُغطّيها السخامُ ، الذي لا يريدُ أن ينتهي .. إلاّ بالسَخام . و باطن حذائكَ العتيق ، يصفعُ وجهَ العالم منذ عقود . حتّى اسماءُ ابناءكَ و بناتكَ تشبهُ أحياناً اسماءِ ابناءهم . ماذا يريدون بعد .. ليسمحوا لكَ بالهجرةِ الى الضوءِ والأمل .
* هل عرفتم الأن ، ماذا يعني الربيع " العربي " بالضبط ؟ في كلّ مكان .. من المغربِ الى البحرين .. ومن العراق الى اليمن ؟ عندما يورِقُ عُشبُ " الربيعُ " اخيراً .. بعد عقودِ من الحرمان والأستبداد .. يكونُ في انتظارهِ " الجرادُ " و الجياع . يستطيعُ الجرادُ ان يحصلَ على كلّ شيء . بينما الجياعُ - الموتى .. الذين يرقدُ العُشبُ في ذاكرتهم .. فأنّهُم لا ينالونَ شيئاً . لا يحصلونَ على شيءٍ .. غير النسيان .
* الحاكمُ الضعيفُ يشبهُ رجلاً أعمى . يبحثُ في غرفةٍ مُظلِمةٍ ، عن فئران بيضاءَ غير موجودة . و يتعثّرُ بالكثيرِ من القطط السوداء التي تملأُ الغرفة .
* " أنا حرٌّ تماماً . انّني سأخرجُ من هنا مع شروقِ الشمسِ .. حُرّاً " .
|