ما درى (الصغير) انه اخس الصعاليك



قد كان يلومني بعض الاصدقاء لحملاتي المتكررة على بعض المعممين في مجلس النواب ومنهم الوضيع جلال الدين الصغير، إذ كانوا يرون فيه وفي اقرانه شخصيات دينية مرموقة محسوبة على الحوزة، والحوزة والدين منهم براء. وعلى الرغم من فظاظة الصغير وعجرفته وغطرسته وانفه اليابس، ورغم كل تاريخه المزيف وفساده وإفساده ومشاركته الآثمة مع زمرة سرّاق الشعب بالاستيلاء على مقدرات العراق الاقتصادية وموارده المالية بوسائل غير شرعية وغير اخلاقية... فلا زال في الشعب من يحسن الظن به. ان ما يتقاضاه هؤلاء السراق وذويهم من رواتب ومنح ونثريات، وما يضعون ايديهم عليه من الممتلكات والعقارات بأساليب ملتوية وعقود زائفة ومخزية قد افضى في نهاية المطاف بالميزانية الى الخواء ومحاكاة الهواء متضرعةً شاكية الى رب الارض والسماء... 
ان ما انفقوه على ملذاتهم ومقاماتهم وقراباتهم لا يعد ولا يحصى، وإن سألهم سائل ألستم قدوةً وأسوة؟ قالوا: (شأنيتنا) تقتضي ذلك، وقد التمسوا لشأنيتهم المشأومة هذه ذرائع فقهية وحيل شرعية فجاز لهم تبعاً لها ان يستحوذوا من حقوق الشعب وبيت ماله المليارات والترليونات بل وارقام فلكية اخرى لم نسمع بها.
لقد طلع علينا هذا الشيخ الموتور من على شاشات التلفاز المأجور بخطاب ناري تتطاير منه شرر الالفاظ النابية، حيث وصف جموع المتظاهرين المطالبين باسترداد حقوقهم بالصعاليك... ويبدو انه كان متأثراً جداً من هتاف الشعب في تلك المظاهرات بشعار (باسم الدين باكونا الحرامية) ففهم انه هو المعني بالهتاف وكل من هم على شاكلته... ثم راح الصغير يرعد ويزبد بكلمات انتقاها انتقاءً لتخفي سواد قلبه وعظيم تأثره ومخزون وعائه، لكنها طفحت على السطح رغماً عنه بهيئة تستعصي على الترقيع والتزويق، وحكت خبث سريرته وعدم سلامة طويته ونيته، فظهر من خلالها امرؤ حاقد وشخص ناقم، مملوء حتى هامته وعمامته بالكراهية والعداوة للشعب الذي كشفه وعرّاه.