عندما لاتخجل الحكومة

 

يوما بعد اخر تتزايد اعداد اللذين يفقدون ارواحهم في العراق وخاصة في بغداد وبعض المدن الاخرى تحديدا ( كركوك و الموصل وديالى ) والحكومة الرشيدة تتفرج وتدفن رأسها في رمال الاهمال، يوما بعد اخر تتساقط ارواح الابرياء امام مرأى الحكومة التي تتبجح بأنها تعمل للشعب ومن اجل توفير الامن والامان وهي بعيدة عن كل ذلك وقريبة عن كل ما عكسه.

الاحداث والانفجارات التي حدثت في شهر اذار عليها اكثر من علامة استفهام، وحولها يمكن تحديد اكثر من رؤية، فسقوط اكثر من خمسمائة شخص على اقل تقدير بين قتيل و جريح بات امرا اعتيادا للحكومة، وامرا مخجلا جدا للحديث عنه، وسيادة رئيس الحكومة يهدد في هذا اللقاء و ذلك الملتقى و ذاك الاجتماع ويتهم هذا الطرف وذاك بأنه وراء ما يحدث ،،، يتهرب و يدفن برأس حكومته في تراب الاهمال وكأن اللذين قتلوا من كوكب اخر،،،، لا اعلم كيف سيقوم بعض الناس بأنتخاب اشخاص لهم صلة بهذه الحكومة في الايام القادمة في اية بقعة من العراق.

لا اعرف ما الذي ينتظره بعد رئيس الحكومة، او حكومته الرشيدة، ؟ هل ينتظرون ان تسفك اضعاف مضاعفة من الارواح فقط ليبقوا في كراسيهم؟، هل مايحدث لايتعلق بالاهمال والتقصير و الاسفاف بأرواح الناس البسطاء الذين بعد ايام قليلة سيركض هؤلاء خلفهم ليصوتوا من اجل ان يبقوا في كراسيهم لفترة اخرى يوقعون على قتل الابرياء؟، هل ان الاحداث والتفجيرات التي حدثت في الشهر المنصرم كانت ستحدث لو ان لدينا حكومة يهمها امر الشعب،،، لان الاحداث لم تكن فقط قتل الابرياء وذبح الوطن بل انهاء شرايين الرحمة بين الحكومة والمواطنين الذين يفترض ان الحكومة تعمل من اجلهم و تأسست لتنظيم العلاقة بينهم وتوفير الامن لهم، وألا مقابل ماذا يقبضون الاف الدولارات شهريا؟ .

الاسئلة كثيرة ، ولكن اكثر الاسئلة الحاحا هو هل تخجل الحكومة ( لا بالتأكيد حكومتنا لاتخجل ) وألا فأن واحدة من اكبر وزاراتها السيادية تستهدف - العدل - و يتم الهجوم عليها ورئيس الحكومة في اقرب لقاء بعد الحدث يتحدث ويخطب وكأن شيئا لم يحدث، هل هناك خجلان اكثر من هذا؟ هل هناك هروب من الواقع اكثر من هذا؟، لا بل هل هناك سكوت عن الارهاب اكثر من هذا؟ أليس هذا كان سببا كافيا ليس فقط لتعلن الحكومة استقالتها بل ليترك جميع مسؤوليها الامنيين الوطن فورا، لانه من الصعب ان يتم محاكمتهم، لا بل من المستحيل في ظل الاوضاع التي يشهدها البلد.

ان الاسئلة فعلا كثيرة، و المناشدات التي يرفعها كل يوم للحكومة باتت تتزايد، وباتت المطالب تتراكم، وانفجار الوضع على رأس من يتحمل المسؤولية ليس ببعيد، فألى متى ينتظرون في كل مرة ان يأتي مسؤول امريكي لكي يقول لهم لابد ان تتفقوا وتنهوا ماساة الناس... ويقولوا له - على الاقل في العلن - ان كل شيء تمام و لاتنقض ايام وألا دماء عشرات اخرين تسال و الحكومة تدفن راسها في تراب الوطن الذي تبلل كثير بدماء الابرياء.... هذه الحكومة ورئيسها يجب ان تقبل بأي تنازلات وتذهب الى اي مكان للوقوف على ابعاد الازمة، يجب ان يركض ليحل متحدثا في مجلس النواب لكي يقول للناس وممثليهم لماذا يحدث ما يحدث؟ يأتي الى اقليم كوردستان لكي يتلمس و يعرف معنى وجود الان و الاستقرار و يذهب الى ابعد نقطة مستمعا و مقررا الافضل لشعبه من زاخو الى البصرة، لا ان يقرر عكس ذلك تماما، ويتقوقع في قصر الرئاسة و تحوط به مئات الاشخاص و عشرات السيارات المدرعة ،،، ليتصور رئيس الحكومة والمسؤولين الامنيين ان ابنائهم و بناتهم وامهاتهم مثل الناس البسطاء يذهبون في الشارع وتستهدفهم الانفجارات،،، ماذا كانوا سيقولون ،،، هلى الامر بأكثر من توصيف؟ وهل ان هذا النوع من الهروب من المسؤولية حدث في بلد اخر ؟؟؟ الاسئلة لاتنتهي رغم بساطتها، ولكن يتصور الكثيرين ان الامر مرتبط فقط كون الحكومة لاتخجل ولذلك فليحدث ما يحدث !!.