دخلت نشرة الأخبار كعادتي صباحا وأنا على أتم الأستعداد للمفاجآت غير السارة والتي عادة ما تبدأ بإنفجار عبوة ناسفة في مكان ما تتبعها أخرى لاصقة في مكان آخر مرورا بـ - المناطحة الوطنية - داخل قبة البرلمان في حال عقد جلسته بغياب معظم أعضائه كالمعتاد بسبب السفر والسرمحة والتسكع بأموال الشعب في بقاع المعمورة أو بذريعة الحج ، يصدق في أحدهم المثل البغدادي القائل " حج الجمل والبردعة ...راح بذنب وعاد بأربعة !!" ، مرورا بإلقاء القبض على عصابة تتاجر بالمخدرات " واحدة فقط من أصل الاف " في البصرة أو ميسان ..الى إنتحار شاب أو شابة في ذي قار - لماذا ذي قاربالذات لا أعلم يقينا - ، التيار الفلاني يشتم الحزب العلاني - وهكذا دواليك من لعبان النفس اليومي المصحوب بالجالي !!- . اليوم وللأمانة كانت مفاجآت النشرة على غير المعتاد ، تمثلت الأولى بما ذكرته وكالة رويترز بشأن ملابسات غرق القارب الذي قضى فيه الطفل الكردي “ايلان” خلال محاولة الوصول إلى اليونان، مؤكدة نقلا عن زوجين عراقيين غرقت ابنتهما 11عاما وولدهما 6 اعوام في القارب نفسه ، أن والد ايلان المدعو (عبد الله كردي) يعمل مع المهربين وانه قاد القارب من البداية وحتى النهاية بنفسه !!. أما المفاجأة الثانية فتمثلت بما كشف عنه وللمرة الأولى خبير قانوني خلاصته ان " القانون رقم (146) عد بيع لحوم الكلاب والحمير او غيرها من اللحوم غير المعدة او غير الصالحة للاستهلاك البشري على أنها لحوم خراف أو أبقار جريمة من الجرائم التي يعاقب عليها بالحبس بين 7 - 10 اعوام " تعقيبا على فضيحة بيع لحوم الحمير في منطقة الشعب بمعدل ستة حمير يوميا وبسعر 6 الاف دينار للكيلو غرام الواحد على مدى عامين متتالين "وما خفي كان أعظم !! اما الثالثة فهي إصابة العشرات من المعتكفين داخل المسجد الأقصى بجروح مختلفة بعد إقتحام القوات الصهيونية لباحاته وإلقاء القنابل الصوتية والمسيلة للدموع فضلا عن إطلاق الرصاص المطاطي واعتقال العديد منهم من دون أن ينشر ناشط واحد ..ووووووووواحد فقط ولو بوستا صغيرا يستنكر فيه الحادث الأليم والمصاب الجلل لأن الصحافة الصفراء الدولية لم تكن معنية بالحادث ولم تسلط الأضواء عليه " . فربطت بين المفاجآت الثلاث وخرجت بخلاصة واحدة مفادها "ان ثقافة الأستحمار هي السائدة في العراق منذ تأسيس الدولة على يد الأستحمار البريطاني والى يومنا هذا ...الإستحمار هو السبب الرئيس في التفكير الساذج والسطحي لمعظم شرائح المجتمع والسبب الكامن وراء ركوب ظهور أبنائه على مدى عقود لأن ليس هناك من بأمكانه إمتطاء ظهرك على الإطلاق مالم تنحن له كالحمير وتسير على اربع بدلا من إثنتين حباك الله بهما لتكون مرفوع الرأس لا مطأطئه ، ولو صفقت الآف الجماهير لـحمار ونصبوه رئيسا للدولة او لحزب اوتيار او ائتلاف اوكتلة فتوقع من بقية الجماهير ، بينهم المثقفون والأكاديميون أن يرددوا وبصوت واحد " بالروح بالدم نفديك يااااااااااحمار ". اودعناكم اغاتي
|