الحقيقة المرة

للشعب العراقي تجارب غزيرة طيلة تاريخ العراق الحديث عليه استخلاص العبر منها بالاضافة للاستفادة من تجارب الغير ولا يسعنا الخوض فيها بل علينا استذكارها لتكون امام اعيننا حسب الطلب والحاجة لدى الاتيان باي تصرف او موقف او راي كحل لاية قضية او مشكلة فردية او جماعبة ليكون حلا عقلانيا وواقعيا بامتياز خاليا من العواطف والنزوات والمارب الشخصية والفئوية او التسرع او التطرف ليخدم الوطن والشعب ككل. لا شك ان مظاهرات الشعب العراقي وان جاءت متاخرة جدا جاءت لتنتشله من الهاوية التي كاد ان يسقط فيها لذا فانها جاءت لمصلحة مجموع الشعب حتى الفاسدين منهم وخاصة الذين لم يكونوا فاسدين بطبعهم وبالفطرة وانما جرجرهم الفساد بكل اشكاله المؤسس له منذ عقود من قبل حكم البعثيين الفاسدين من البيضة غالبا والذي شجعه وكرسه الامريكان لينجرف ويتورط معه الجميع الا ما ندر.لذا ان لم يتدارك الجميع الموقف ويراجع كل نفسه ليقومها ويخلصها من ادران ثقافة البعث التي خربت نفوس العراقيين وذلك خدمة لنفسه ووطنه وشعبه فالبلد مقبل الى ما لا يحمد عقباه من اقتتال داخلي وسحل في الشوارع لا سمح الله .لان الجماهير المنتفضة لا يمكن ان تحجم باي حال من الاحوال بعد ان كسرت حاجز الصمت والخوف وبتشجيع المرجعية والمرجعيات جميعا .لان ما وصلت اليه الاوضاع المزرية اصلا في العراق لا تحتمل وقد تصل لدرجة الوفيات للناس بالجملة بسبب الفاقة والمجاعة والاوبئة والامراض نتيجة شرب المياه الملوثة والقهر والحيف والجفاف و موت الثروة الحيوانية والزراعية في اغنى بلد في العالم.بالاضافة الى التلوث الاشعاعي والالغام الارضية بقدر نفوس العراق التي زرعها نظام البعث عدا الصراعات الدموية وهجرة الشباب.على الجميع الشعور بالمسؤولية لما وصل اليه البلد ولا يمكن ان ننزه احدا وخاصة وان وضع في سدة المسؤولية لذا الافظل ان نتسامح ونتصالح مع انفسنا ولا ندعو للانتقام لالا نلتهي بانفسنا بل نركز على الاهم وهو استرداد ما نهب من اموال الشعب باقصر واسهل الطرق .ونبدا صفحة جديدة لبناء دولة مواطنة ومؤسسات وسيادة القانون .ولا نشخصن المشكلة لانها تشمل الجميع بنظام وبداية خاطئة بعد سقوط نظام البعث وكانه لم يسقط باستمرارية جميع ممارساته لحد الان.فالنكن واقعيين نعم من الناحية المبدئية والعرفية والشرعية الفاسدون يستحقون اكثر مما جرى لنوري السعيد والوصي عبد الاله ابان ثورة 14 تموز 1958 الخالدة من سحل وتنكيل من شدة غضب الجماهير . ولكن الان الوضع يختلف لان الفساد عرف سائد والفاسدين بعشرات الالاف ان لم يكن اكثر ية الشعب فاسد وثقافة الفساد هي الطاغية بالمجتمع وهي التي تحكم البلد منذ عقود. ان لم يكن اكثرية الشعب فاسد لماذا صمت طيلة 12 عام من الفساد الحكومي بكل اشكاله؟ ولماذا لا تخرج الجماهير عن بكرة ابيها ولو يوم واحد بالملايين ؟ بالرغم من تشجيع رئيس مجلس الوزراء على ذلك؟ لتسهيل امره بالاصلاح؟ الطلب من حيدر العبادي بترك حزبه وبقاءه مكشوفا بظهره من دون مظاهرات مليونه ليس طلبا واقعيا . لو جرى ما جرى بالعراق في اي بلد في العالم وفي افقر بلد لانتفض شعبه وقلب الوضع راسا على عقب قبل سنوات .لا يوجد شعب يسكت ويصمت على هكذا وضع وهكذا استهتار بالوطن وهكذامسابقة على النهب العلني والشعب العراقي معروف بثوريته وبانه لا ينام على ضيم لولا حكم البعث وقمعه الفاشي وافساده لعقود وترويضه واصابته بالياس والاحباط. ولماذا انتخب وكرر انتخاب الفاسدين؟ ولماذا بدا ببضعة مئات من المتظاهرين يطلبون زيادة ساعات الكهرباء فقط بعدما عجزوا عن النوم ليلا ونهارا بسبب وصول درجة الحرارة الى 54 مئوية ؟ وحتى المرجعية لماذا لم تكن بالمستوى المطلوب وتشعر على الاقل بمسؤولية وصول هؤلاء الى الحكم وتطلب من الشعب الاحتجاج منذ البداية بدلا من الاكتفاء بالمعارضة السلبية اي مقاطعتهم وعدم مقابلتهم؟ على الاقل استغلال واستثمار الزيارات المليونية للعتبات المقدسة لهذا الغرض.ولم تحرك المرجعية الموقرة ساكنا الا بعد ان بدا الشعب بالتظاهر .نعم للحل الجذري بالغاء الدستور والبرلمان وحكومة انقاذ لكن كيف التطبيق بعدم وجود دولة مؤسسات وسيادة قانون ومركز قوة امنية عسكرية تسيطر على الوضع . القوات الامنية ملتهية بالحرب مع داعش وليست بقيادة موحدة الا بالاسم وقيادات الحشد الشعبي والميليشيات شبه مستقلة وستسيطر على مجريات الامور في حالة اي فراغ دستوري وامني.لذا لا بديل لنا من الاعتماد على حيدر العبادي لينجح في ما نصبو اليه من اصلاح خاصة في هذا الظرف العصيب الحساس من الحرب على داعش ووجود الكم الهائل من الميلشيات والحمايات والعصابات .لذا علينا التركيز على الاولويات وهي تنفيذ ما دعى اليه حيدرالعبادي سابقا من حصر السلاح بيد الدولة وكبح جماح الميليشيات وتجريد المسؤولين والاحزاب من الحمايات ليتسنى له تطبيق الحزم الاصلاحية بحرية اكبر وبالاستناد على الشعب والمرجعية.واولها تطبيق مبدا (من اين لك هذا ؟)لاسترداد الاموال المنهوبة بعد منع السفر الا بموافقته. واسترداد الاموال المنهوبة يجب ان يشمل زمن نظام البعث ولحد الان.ربما نحتاج الى قانون استثنائي موقت للعفو العام عن الفاسدين بحيث تكون العقوبة بالسجن والاقامة الجبرية لاجل ولحين استرداد اموالهم الحرام وحجزومصادرة اموالهم المنقولة وغير المنقولة.وعلى المتظاهرين البدا بانفسهم بتوحيد شعاراتهم ومطاليبهم لتتناغم مع البرنامج الحكومي لحيدر العبادي وحزمه الاصلاحية المدعومة حتى من البرلمان في هذه المرحلة وهي تفي بالغرض وتضع الدولة على السكة الصحيحة لتحقق كافة طموحاتنا مستقبلا. وعلى المتظاهرين انتخاب هيئة مدبرة لشؤونهم ولو مؤقتة والثبات على سلمية المظاهرات مهما كلف الامر. .وعليهم السماح لكل من يريد الاشتراك في المظاهرات تحت هكذا قيادة نخبوية طليعية مستقلة لتوسيع قاعدة المظاهرات وحشد اكبر عدد ممكن عدا اصحاب الاغراض السيئة والمندسيين للتخريب والبعثيين والمتعاطفين مع نظام البعث خاصة . وتشجيع مشاركة اعضاء مجلس النواب ورموز اخرى وان كان فيهم فاسدين لان لا بد هناك الكثير من الفاسدين ضحية هذا الوضع من الفساد الطاغي ربما يرغبون بالتراجع عن فسادهم فتتغلب وطنيتهم على فسادهم.ان العراقيين مشهورون بغيرتهم الوطنية واصالتهم المتاتية من عمق حظاراتهم ولا يمكن لبضعة عقود من القهر والتخريب البعثي العبثي ان يطمس اصالتهم فلا بد ان يرجعوا لاصالتهم ووطنيتهم عندما يوضعوا على السكة الصحيحة.ويجب ان تتوسع المظاهرات لتشمل كافة محافظات العراق حتى النازحين وبنفس الشعارات ضد الفساد فقط لانه راس البلاء لكل المصائب والمعانات.فالنكن واقعيين لنصل الى اهدافنا باقل الخسائر.ونترك خطاب البغدادية وانور الحمداني الغير الناضج فكريا وسياسيا وثقافيا بحيث يدغدغ مشاعر البسطاء من الناس لكسبهم ولا يضع حلولا واقعية وربما مغرض لايصال د. عون الخشلوك الى سدة الحكم بالترويج والتسويق له واسقاط ما دونه وحتى حيدر العبادي بالتدريج بالرغم من انني اثمن عاليا دور البغدادية في توعية الشعب وتشجيعه للدفاع عن حقوقه.هل الحل يكمن باعدام بعض الفاسدين كما تطلب البغدادية ككبش فداء على طريقة صدام ونظام البعث؟ وقد يتبادر الى ذهن البعض بانني بهذه المقالة اريد الدفاع عن الفاسدين فاقول بانني معروف باستقامتي ونزاهتي ومحارب عنيد للفساد طوال عمري .