يوم كباقي أيام العراق

 

وأنا استعد لكتابة مقال عن الهجوم الذي طال مقرات بعض الصحف في بغداد، واتُهِمَت فيه جهة دينية، قيل بأنها تسعى 'لتأديب الصحافة العراقية' وتعليمها آداب تناول الأخبار ذات الصلة برجال الدين.. وأنا استعد للكتابة عن هذا الموضوع قررت أن ابحث عنه في النت، فدخلت موقع إحدى وكالات الأخبار المعروفة في العراق، وهناك بدأت بالبحث عن الموضوع وياليتني لم أفعل، فقد أصبت بالرعب من مجموع ما نُشر يوم الثلاثاء 2-4-2013 مما يتعلق بالأحداث الأمنية.
لم يصبني الرعب لأنني بمنأى عما يحدث في بلدي 'المنكوب' من قتل، بل لأن تجميع أحداث القتل المتفرقة مع بعضها يكشف حقيقة الرعب المخبوء فيها. ومن هنا تأتي أهمية وجود قواعد البيانات المتخصصة..
على كل حال دعوني اسرد عليكم الأخبار التي أعدت ترتيبها عن قصد وأرعبتني فعلاً:
اغتيال عميد في وزارة الداخلية بهجوم مسلح جنوب بغداد..اغتيال مدير آليات شرطة ناحية سليمان بيك بهجوم مسلح شمال كركوك.. مقتل ضابط في مكتب مفتش عام وزارة الداخلية بأسلحة كاتمة جنوب بغداد.. إصابة شرطيين اثنين ومدني بانفجار عبوة ناسفة شمال شرق بعقوبة.. إصابة أربعة عناصر من شرطة الطرق الخارجية جنوب كركوك.. العثور على جثة عنصر في البيشمركة شمال كركوك.. مقتل مرشح في ائتلاف العراقية الموحد بناحية الإسحاقي شمال تكريت.. مقتل رئيس المجلس البلدي لناحية النهروان بهجوم مسلح جنوب بغداد.. مقتل مهندسين وخطف آخر في هجوم مسلح على حقل عكاز بالأنبار.. مقتل موظف بوزارة النفط بهجوم مسلح جنوب غرب بغداد.. إصابة سائق سيارة بانفجار عبوة ناسفة في كركوك.. مقتل مدني بانفجار عبوة لاصقة جنوب بعقوبة.. إصابة ستة أشخاص باشتباكات مسلحة بين عشائر الهركية الكردية والشبك شمال الموصل.. إنفجار سيارة مفخخة تلحق أضراراً مادية فقط وسط كركوك..
بالتأكيد لا تمثل هذه الأخبار أبشع ما يمكن أن يحدث في يوم واحد من أيام القتل في العراق، خاصَّة وأن مجموع الضحايا لا يكاد يذكر بالنسبة لما حدث في بعض أيامنا 'السود'. لكن عدد الأعمال الإرهابية وتمكنها من حصد هذا العدد الكبير والنوعي من أفراد قوى الأمن بشكل متفرق يكشف أزمتنا المخيفة.
إذن أين نعيش؟ وهل لدينا جهاز أمني وخطة أمنية أم لا؟ وماذا فعلت قياداتنا الأمنية منذ 2003 وإلى الآن..
المشكلة أن متابعتي لهذه الأحداث حصلت بشكل تلقائي غير مقصود، وأنا لا أعرف ما يمكن أن أحصل عليه لو قررت أن اجري بحثاً تفصيلياً على هذه الشاكلة، وأتساءل هل لدى أجهزتنا الأمنية قاعدة بيانات تكشف هذه المأساة، وإذا كانت الإجابة/ نعم، فماذا فعلت وتفعل لمعالجتها؟