العصبية تفتت التظاهرات |
كل انسان منصف وعادل ووطني يقف مع التظاهرات الجماهيرية المطالبة بالتغيير والاصلاح وتوفير الخدمات والوظائف والسكن وغيرها من مستلزمات ومتطلبات الحياة المعيشية الاعتيادية التي تحظى بها الشعوب في البلدان المستقرة ، لكن من يقف مع التظاهرات عليه الحفاظ عليها ورفض مظاهر العصبية والتشنج ورفع الشعارات المسيئة التي تعكس رجعية وبداءة حاملها الذي يحسب بشكل او باخر على التظاهرة.ان رفع الشعارات الفجة مرفوضة بصرف النظر عن انتقادها لهذا المسؤول او ذاك وبصرف النظر عن مدى توغله في التسبب بويلات ومأساة العراقيين بعد 2003 ، حيث يمكن رفع صورة المسؤول المنتقد ويوضع عليها علامة اكس او كلمة ارحل وغيرها من العلامات المقبولة نوعا ما لكن ان تشوه الصور ويبصق عليها وتضرب بالاحذية فهذا الامر غير مقبول ليس من باب الدفاع عن المسؤول وانما من باب الدفاع على حق التظاهر والدفاع عن التظاهرة نفسها من التفتيت والتذويب والانقضاض عليها من العسكر او الاحزاب المنتفعة التي لايصب التغيير بصالحها او ممن تضرروا او سيتضررون من الاصلاحات التي تنوي الحكومة القيام بها ، فالاسلوب غير القويم يعطي الفرصة للمتربصين لحرف سير التظاهرات والتشويش على مطالبها الواضحة بل تحولها من مظاهرات مدنية سلمية حضارية يشارك فيها نخبة من خيرة ممثلي الشعب الحقيقيين وليس برلمانيو المصادفة الذين صعدوا باصوات عمامهم من كبار الفائزين في الانتخابات الى تظاهرات تهدف الى خلق بلبلة وفوضى وبالتالي تتدخل قوات مكافحة الشغب لفضها بشكل قمعي ودموي. ومن هذا المنطلق اجد من الضروري على الاخوة المتصدين لقيادة التظاهرات ولاسيما في ساحة التحرير في بغداد اعطاء مرونة في رفع الشعارات واستبدال واحدة باخرى بحسب الضرورات والامكانات الحكومية وقدرتها على التنفيذ وذلك يعطي ثمرا افضل من التركيز على شعارات باتت غير مجدية او وصلت فكرتها وهي في طريقها الى التنفيذ لكن تحتاج الى زمن بالتاكيد ليس بطويل اذ بقي المسؤول العراقي بعد 2003 كثير الفرجة والتامل بما حوله وبقي كثير الشك بل والحقد على الاخرين من غير ابناء حزبه وليس جلدته ولابد ان يصحو المسؤول الاول عن الوضع العام في البلد ولا ادري اهو من حسن حظ الشعب ام من سوء حظه ام من حسن حظ رئيس الوزراء الحالي ام من سوء حظة ان يحكم العراق في هذه المرحلة العويصة التي تراكم فيها مخلفات سوء ادارة عقود ربما اقلها من السبعينات ولغاية الان؟ قلنا في اكثر من مناسبة ان رئيس الحكومة لا يمتلك القرار وحده بشكل مطلق وهو مرتبط بكثير من المقيدات لكن هذا لا يعفوه من المسؤولية التي قبل بها وسيسجل التاريخ كل ما يترتب على هذه المرحلة وشخوصها وعندها سيلعن من يلعن وسيؤرخ لمن كان له المجد.أوليس غدا لناظره قريب |