طلعت ريحتهم لو بعد ؟

 

أنطلقت الاحتجاجات الشعبية اللبنانية في 22 أب من العام الجاري  والتي عرفت باسم مظاهرات طلعت ريحتكم هي حملة احتجاجات شعبية كانت حجتها الرئيسية بدايةً تراكم النفايات في شوارع بيروت وسائر المناطق وعجز السياسيين عن معالجة الأزمة قبل فترة قصيرة من الزمن ونادى المتظاهرون بإقالة الحكومة بسبب الفساد السياسي المستشري عند الساسة والزعماء الذين يمثل كل منهم طائفة معينة من مكونات المجتمع اللبناني المعاصر، والذين كان قسمًا كبيرًا منهم من زعماء وأمراء الحرب الأهلية اللبنانية، معتبرين أن أزمة النفايات الأخيرة كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، فتحولت التظاهرات إلى احتجاجات على الأوضاع المتدهورة في لبنان من أزمة الكهرباء والتقنين المستمر والبطالة وغلاء أسعار العقارات وازدياد الدين العام الحكومي وغيره ما يعني أن التظاهرات تعبر عن هواجس وآلام اللبنانيين وبالأخص فئة الشباب وربطت الشعارات المطلبية السياسة بقضايا الحياة اليومية وليس فقط بالقضايا الاستراتيجية رغم أهميتها فهي تعبر عن توقٍ لاستعادة السياسة ومُحاسبة المسؤولين في مرحلةٍ من الانحطاط لم يشهد لبنان السياسي مثيلاً لها منذ الحرب الأهلية ويرى مراقبون للمشهد اللبناني ان (هذه التظاهرات أكبر من صرخة ولكن أقل من ثورة) لعدم توافر الافكار الواضحة التي تتحدث عن حلٍّ ما كما ليس له أهداف واضحة أو شعار واحد و قيادة لتوجهه من أجل الانقلاب على السلطة وإمساك زمام الأمور في حال نجاح الثورة..  ومع ذلك ان الشباب اللبناني يواصل فعليا وضمن شعار (جايي التغيير) إلى فعاليات التغيير على الارض دون الاكتراث بالقوات العسكرية وخراطيم المياه التي تسلط عليهم لمنعهم من الاستمرار فقد اقدم الشباب المتظاهرون  على إزالة السياج الشائك بأكمله في منطقة الدالية بمحلة الروشة غربي العاصمة بيروت وفور إزالة السياج أعلن الشبان (تحرير الدالية) وسط تهليل وزغاريد المشاركين في الفعالية ثم توجهوا إلى مياه البحر للسباحة مع وجود قوات من الشرطة التي لم تستطع منعهم من ذلك مؤكدين ان هذه المناطق ملك عام للشعب وليس من حق السلطة احاطتها بتلك الاسيجة اللعينة التي بمجرد رؤيتها تذكرك  بمعتقلات (غوانتانامو وبوكا وباستيل)  وأزاء هذه المشاهد والشئ بالشئ يذكر ومقارنة بما عليه المحتجون ايام الجمع في بغداد والمحافظات وتلك المحددات والخطوط الحمر والاسلاك الشائكة الشاهقة التي تحول بينهم والمنطقة الخضراء وتلك القلاع المحصنة بكتل كونكريتية حولت مناطق كبيرة في احياء بغداد الى مايشبه المعتقلات لانك تتعرض للتفتيش سواء عند مغادرك المنزل او العودة اليه لدواعي امنية طبعا !! ومع ان تصريحات رسمية اكدت نعم اكدت !!ان قرارا صدر برفع تلك الكتل ولكن نشرت التصريحات في وسائل الاعلام وبثت من خلال القنوات الفضائية ولكن الكتل باقية في اماكنها او (هيله من يتحارش بيها) نعم خففت نسبة ضيلة منها ولكن الغالبية راسخة (صباتها) في الارض ومع تقادم الزمن تترسخ وتتحول الى معالم اثارية تحكي قصة شعب كان يعيش في مدن اسمنتية في زمن الانترنت وفيسبوك وانواع (الايابادات) بكل ارقامها وميزاتها !!وربما يكون في تلك الفترة احتلال اخر من المريخ او احدى الاجرام السماوية وخلال الغزو وكما فعل  الاحتلال الامريكي  بسرقة  تلك الكتل الكونكريتية على انها لقى وكنوز  اثارية لذلك الشعب الصابر المحتسب ..والحليم بالاشارة يفهم او (دك  عيني دك).. او (خلي ياكلون مادام خالهم طيب)!!