العراق تايمز: كتب بهزاد بامرني
صعوبة قراءة ما بين السطور، قد تؤدي الى سوء فهم المراد من العنوان اعلاه لدى البعض.
اذ المقصود بصمام الامان، ليس الزعامة الدينية المتمثلة بالسيستاني في النجف، كما هو المتعارف عليه.
بل المقصود هو سكوت المرجعية تلك، حيال القوانين التي تصب في صالح المسؤولين على حساب الشعب العراقي، ولاكثر من عقد من الزمن.
بدءا بالتفاوت الصارخ في الرواتب الحكومية، الحقوق والامتيازات و ….
مرورا بتقديس مبادئ الحزب، التيارات، التكتلات والتنظيمات و…. وتقديمها على الولاء للوطن.
وصولا الى الرشاوى والفساد الاداري المستشري في كل مفاصل حكومة بغداد و ..... وقس على ذلك.
فلقد استغل صناع القرار في بغداد، سكوت المرجعية هذا من جهة، وسكوت الكثير من الشعب انقيادا لراي المرجعية، من جهة اخرى.
حيث قاموا باضفاء الشرعية على جرائمهم تلك، انطلاقا من ان السكوت من علامات الرضا.
نقرا في الحلقة الاولى من سلسلة ( دروس في علم الاصول ) للسيد محمد باقر الصدر, في باب الدليل الشرعي غير اللفظي - دلالة الفعل - دلالة السكوت والتقرير.
حيث جاء في الصفحة ( ٢٦٢ ) ما نصه :
دلالة السكوت والتقرير :
وأما السكوت فقد يقال : إنه دليل الامضاء، وتوضيح ذلك : أن المعصوم إذا واجه سلوكا معينا، فاما أن يبدي موقف الشرع منه، وهذا يعني وجود الدليل الشرعي اللفظي. وإما أن يسكت، وهذا السكوت يمكن أن يعتبر دليلا على الامضاء ……
انتهى كلام السيد الصدر.
والنتيجة التي يمكن استخلاصها من الجمع بين العبارة اعلاه، وبين الموقف الميال الى السكوت للمرجعية في النجف طيلة هذه الفترة - والتي من المفترض انها تنوب عن المعصوم ( ع ) في فترة الغيبة الكبرى -، تكون كالتالي :
مباركة المرجعية لاداء الحكومة هذا، بغض النظر عن كل تلك السلبيات القاتلة الظاهرة للعيان كالشمس في رابعة النهار.
ومن هنا.
فلا بد من قطع الطريق امام الحكومة في استغلالها لثغرة السكوت هذه، والتي هي اشبه ما تكون بالحيلة الشرعية كما يقال.
وذلك باصرار الشعب العراقي على تحقيق النقطتين ادناه مهما كلف الثمن :
١- النقطة الاولى :
اصرار الشعب على ضرورة سحب المرجعية في النجف لثقتها من حكومة بغداد.
٢- النقطة الثانية :
محاسبة ومحاكمة كل المسؤولين رفيعي المستوى منذ سقوط النظام المقبور في ٢٠٠٣ ولحد الان.
سواء الملطخة ايديهم بدماء الشعب العراقي، او حتى اولئك المتورطين بالفساد المالي والاداري، وهدر المال العام.
عندها فقط، سيتنفس الشعب العراقي الصعداء، ويفكر بعراق جديد، تحل فيه ضحكة الطفل ببراءتها، بدل دموعه الساخنة التي تنسال على خديه الصغيرين.
يقول الثائر الكوبي تشي جيفارا :
( إن أبشع إستغلال للإنسان هو إستغلاله بإسم الدين، لذلك يجب محاربة المشعوذين والدجالين، حتى يعلم الجميع أن كرامة الإنسان هي الخط الأحمر الذي دونه الموت ).
|