من اوراق لم تُختم بعد.. محمود حمد





قُنبلةٌ في "سوق مريدي"!



أرصفةٌ تزحفُ من ثِقَلِ الوَجَعِ الدامي ..

جسدٌ يَتَبَعْثَرُ في الارجاءِ..

حذاءٌ مُحْتَلٌ يَرقِبُ من خلفِ جدارٍ فولاذيٍ قاتم..

رأسُ إمرأةٍ مقطوعٍ تَشْخَصُ عيناهُ لوجهِ رضيعٍ قُتِلَتْ في فَمِهِ النَشْغَةُ..

تِلفازٌ يَعْرِضُ إعلاناً للإلفةِ بينَ "العَبَوَةِ"* والطفلِ الذاهبِ للروضةِ..

لوحةُ ارقامٍ تَغمِرُها الريبةُ في أحشاءِ البقالِ المجدورِ..

أشياءٌ هالكةٌ للبيعِ تَغورُ بأجسادِ الفتيانِ المرميينَ على أكداسِ الأزبالِ..

جثثٌ ملغومةٌ..

أدعيةٌ خُضْرٌ لعبورِ المِحْنَةِ للشطآنِ المحروسةِ..

طفلٌ مشطورٌ ينزفُ وسطَ التفاحِ الشاحبِ..

راياتٌ سودٌ تكبتُ وجهَ الشمسِ .. بنادق..

........

كومةُ كتبٍ تنشبُ فيها النيران..

"شيخٌ" دونَ عِقال يَفْغَرُ فاهُ على قارعةِ الدربِ..

أذرعةٌ يَنْخِرُها البارودُ..

.....وثائقُ ممنوعةٌ..

أختامٌ سريةٌ.. صارتْ فُرْجَةً..

مواكبُ لطمٍ تنمو في كلِّ "القطّاعاتِ"..

حديثُ وفاءٍ ماتَتْ فيهِ الاشياءُ..

......

"إرهابيٌ" في الشهرِ الثالثِ من عمره.. تَقصِفَهُ الفانتوم..

قصائدُ رفضٍ من حنجرةٍ أعرِفُها..تسري فيها الريحُ..

أجهزةُ للإرسالِ إنتُزِعَتْ من أحشاءِ السلطةِ..

أسلحةٌ محضورةٌ في أكياسِ القمحِ..

زنبيلُ خضارٍ للأهلِ تَخَضَّبَ بالشريانِ النازفِ..

مِحفَضَةٌ مسروقةٌ تَعبثُ فيها الجُرذان..

أدويةٌ للأمراض القتّالةِ يَخْذِلُها الوحلُ..

سيرةُ فنانٍ مغمورٍ يَخرِمُها الموتُ..

وعدٌ زاغَتْ عنهُ الازمنةُ الخضراءُ الى القبرِ ..

طوفانٌ من نارٍ يُطْبِقُ فَكَّيهِ على يافوخِ "السَدَّةِ"**..

......

فتاةٌ .. خِصبٌ.. تبحثُ عن إخوتها في اكداسِ الاشلاءِ المحروقةِ..

كهلٌ ودَّعَ صاحبهُ للعودةِ ذعْراً..صوبَ نخيلِ "القُرنةِ"..

شضايا مُجْمِرَةٌ تَقْطَعُ أوصالَ السوقِ عن الاحياءِ المنكوبةِ..

فَزَعٌ صاخبٌ يَفْتِكُ بزحامِ الاقدامِ المذبوحةِ..

صُحُفٌ مُهْمَلةٌ ..

عصفٌ وصراخٌ..

وحريقٌ يُفحمُ كَلَّ الانحاءِ..

......قُنبلةٌ في "سوق مريدي"!***