الحرب بين السنة والشيعة… دعوة لمعاهدة سلام بين اهل السلام عليكم

القابلية للانقسام صفة لازمة للاديان، فما من دين الا وتفرعت عنه عدة مذاهب، وما من مذهب الا وابتعد عن الدين المركز، ليكون هو ذاته دينا مستقلا وان ظل ينادي بانه الممثل الشرعي للدين الام، وما من مذهب الا واذاق المذهب او المذاهب المنافسة له حد السيف.
انتبه اهل الاديان لهذا، فكان امامهم لاقرار السلام ، اما التعاقد بين الدين والدولة او تعاقد  المذاهب فيما بينها او الحرب الابدية  سمحت اليهودية بتعدد نسخها فكان الاشكناز والسفارديم ، والتوراتيون والسامريون ، والصهاينة وغير الصهاينة ، واهم من كل ذلك واجلاه هو اليهودية الارثذوكسية وهي بالطبع غير الارثذوكسية المسيحية والمقصود بها اليهودية الاصولية اي التي تقول انها اصح النسخ عن اليهودية وممثلتها ولها عقائدها المستقلة في تفسير التوراة والموقف من الحضارة الحديثة وبالضمن هناك الانقسام اليهودي حول اقامة الدولة وطريقة تداول السلطة فمنهم من يرفض الدولة ويرفض الديموقراطية ويعيش منغلقا ومنهم من يؤيد الدولة وكل هذا يجري بعقد لذلك نرى المرة الوحيدة التي اقام فيها اليهود مذبحة لبعضهم تعود الى عهد موسى حيث اباد الشعب نصفه الاخر في واحدة من سورات الجنون التي عرفها البشر بسبب الاديان.
المسيحية سمحت بتعدد نسخها اكثر من اي دين اخر ويمكن القول ان مجتمع نيقية الذي وضع الاصول العامة للمسيحية عاش زمنا من القوة الحديدية لكنه ذاب كما شمع القداس بعد ان اذاق البشرية عذابات بلا نهاية فتعددت نسخ المسيح والكنائس والمذاهب والمناسبات والرموز والقيادات الروحية والعواصم الدينية وصولا الى الارشتكت او العمارة الدينية فما تشبه كنايس الكاثوليك كنايس البروتستانت ودونك الملبس وسواه من طرق العبادة.
البوذية هي الاخرى تنقسم الى شرقية وغربية فيما سمحت الهندوسية لنسخة السيخ بالمرور ‪والسيخية دين استمد عقايدة من محاولة التوفيق بين الهندوسية والاسلام‬ ولولا العقد المذهبي داخل المجتمعات البوذية والهندوسية لاخذت الحياة على الارض شكلا اخرا من الهجرات المليونية للبشر  الاسلام اكثر الديانات التي عرفها البشر انقساما وخلافا لما يقوله المسلمون وينسبونه للنبي محمد مع ضعف في التوثيق من ان الاسلام سينقسم  الى سبعين فرقة واحدة منها هي الفرقة المعتمدة ويسمونها الناجية فان الاسلام انقسم الى الاف النسخ وظلت الفرق في الاسلام تظهر وتختفي  بعضها يموت بالسيف بل وحتى النار واخر يموت بظروف طبيعية تخضع لتقلبات البشر ومن اللافت اننا نجد مصنفات في انقسام الاسلام بما يسمى الملل والنحل تذهب كلها الى ان رقم السبعين ماهو الا رقما من تلك الارقام التي تستخدمها العربية للاطلاق وليس الحصر فالحشرة التي تسميها اللغة الفارسية (هزار با) اي ام الف قدم لاتملك كل هذا العدد من الاقدام وبما يساوي بين العربية والفارسية في الارقام المطلقة يمكن تشبيه عمر بن الخطاب في الاسلام ب شاوول او الرسول بولص في المسيحية مع فارق ان بولص جعل من بشر الها اما عمر فجعل الاله بشرا وهكذا فان الدين الذي جاء ليحرر الناس من عبادة الحجر نقلهم  الى عبادة البشر اما الانسان العادي  فوضع بمعصرة اسمها الجماعة او الامة الاسلامية
ورفضت بقوة السيف اي مناسبة لاسلام الشعوب  في المسيحية ابيد الحواريون وفي الاسلام ابيدت عايلة النبي محمد مايعني رفض العامة للدين الخاص فالناس لايهمها مصالح الاله بقدر ما تبحث عن تحقيق الدين لمصالحها اذ ان الانقسامات تستمد وقودها ليس من العجز عن فهم لغة الاله بل لان الانسان يريد ان يسمع الاخرين لغته الانقسام العظيم في تاريخ الاديان اذا جاء من الاسلام حيث ظهرت بتدرج نسختي السنة والشيعة وتطورت عبر العصور ولاي دارس لتاريخ الدين الاسلامي فان الاسمين لايدلان بالضبط على جماعة محددة باستثناء ان كلمة شيعة تختص بالتعبير عن الناس الذين يحبون  الامام علي بن ابي طالب الاب الثاني للاسلام وربما المسلم الوحيد على الاطلاق
في عصور متاخرة سعت الجماعتان لوضع تعريف محدد لنفسيهما وتظهير هويتيهما في باب العقايد وشهد التاليف الاسلامي سيلا  من قبيل عقايد السنة وعقايد الشيعة
واجوبة على سوال من نحن ثم دخلت الجماعتان في حرب اعلامية حينما تم الفراغ من تعريف الذات والانتقال الى تعريف الاخر لايمكن تحديد تاريخا لبداية الحرب بين الجماعتين فمناسبات الانقسام العمودي في الاسلام وافرة والمسلمون لم ينعموا بسلام داخلي لزمن يعتد به ويمكن عده كهدنة في الحرب بين الجماعتين اذ الحرب متصلة مع حالة من نكرانها اذ تدعي الجماعتان انهما اخوة وان لاشي بينهما لكن حربهما بما يظهر للعاقل يراد لها ان تظل على عكس القول الشايع طحن بلا جعجة
محاولة ابقاء الاسلام المركزي لطالما حملت المسلمين على بعض المخترعات فظهر مصطلح الفتنة وهو يعني غياب العقل بتدبير من الشيطان حيث ترفض الجماعة مسوولية افعالها
ملمحةالى انها تتصرف كما لو كانت تحت التنويم المغناطيسي وفي مناسبات اشد كوميدية اخترعت شخصيات شريرة كان همها الوقيعة بين المسلمين الى ان ظهر اخيرا الحل المريح باتهام دول بعينها في الايقاع بين السنة والشيعة من العدل الافتراض والتاكيد ان القوى العظمى ارادت دايما ان تكون هناك جماعتان دينيتان متنافستان داخل الدين الاسلامي ولاتسمح بانتصار واحدة  على الاخرى  فيما الحرب بين السنة والشيعة  مع ذلك هي حربهما القصدية نتيجة افعال واعية وتخطيط مسبق وخطوات عملية في محاولة ابادة كل طرف للاخر في هذه اللحظة يتقابل السنة والشيعة في خندقي حرب عالمية اسلامية وعلى ثلاث جبهات الجبهة الاعلامية الجبهة السياسية الجبهة العسكرية
كان المعسكر الغربي يمتلك اذاعة واحدة ضد المعسكر الشرقي هي اذاعة اوروبا الحرة فيما توجد الان عشرون قناة فضائية متخصصة في الحرب الاعلامية بين السنة والشيعة
ملايين المحاربين منبثون في فضاء الميديا والاتصال المواجهي منغمسون بدعاية سوداء ضمن نطاق الحرب المذهبية الحمرا وكما يكذب الاطفال يكذب المسلمون على انفسهم حينما يخرجون بمناسبات علنية لينفوا وجود حرب (معلنة سرا) مضى عليها عشرات القرون ووصلت الى نطاقها العالمي اليوم  حتى بدون الحاجة الى الاحصا يمكن الافتراض بان ٩٩ بالمية من التاليف الديني داخل الاسلام هو تاليف حربي بين السنة والشيعة وقد لايكون موضع
تعجب ان تكون الدراسات العليا الماجستير والدكتوراه تحمل عناوينا لمواد ضمن الحرب بين المذهبين

ساحة الحرب ، اسلحتها ، الخساير البشرية والمادية ، كل الامور معروفة ليس لصانعي قرار هذه الحرب المذهبية بل لاي انسان بدون تخصص ، كل شي حاضر
عدى الارادة والرغبة في الاعتراف بهذه الحرب والبحث عن حل لها

اعتمادا على فهمي للتاريخ فان الجماعتان اعتقدتا على الدوام ان بامكان احدهما ازالة الاخرى وهو مامنعهما من السعي لوضع معاهدة دولية تنظم علاقتهما تتضمن شهودا وجهة تحكيم وقوة الزام فيستقل السنة بسنتهم ويستقل الشيعة بشيعتهم وتلزم المعاهدة الجميع بالامتثال لحق الانتقال من (اسلام الامة) الى ( اسلام الشعوب ) وايضا تلزم الجميع 
بحق الفرد المسلم في اختيار اسلامه بدون وصاية الجماعة والبند الجوهري ان يكف كل طرف عن تعريف الاخر كما تتوقف عمليات المذهبة او التطويف ويجرم التكفير او التخطئة ويمنع التحول والمذهبي  
وتثبت الحدود المذهبية  ان السنة يلعبون بالنار اما الشيعة فيلعبون بالمليار وبودي ان لايصدق افتراضي ان هذه الحرب سوف تدخل كل دولة وكل مدينة وكل شارع وكل بيت وانها لن تظل حيث هي الان يردد ان هذه هي حرب المتطرفين وان مليار سني  وربع مليار شيعي ليس لهم علاقة بما يجري ونعود هنا الى العجلة الدوارة من الاكاذيب فالمنبع هم الكبار الذين يجسلون هم وابنائهم بامان فيما تنهار الدول وتتفكك المجتمعات وتحرق الثروات 
المذاهب لها من يمثلها والدليل على ذلك ان اي مذهب عندما يتعرض لاي هجوم لفظي مهما صغر نرى ممثليه ينبرون للدفاع عنه فلا مذهب اليوم بدون تمثيل ولايخفى ان المذاهب انتقلت الى ملكية الدول والعوايل الحاكمة وهذا يسهل وضع معاهدة تنهي العذابات التي تعيشها شعوب الشرق 
معاهدة للسلام بين اهل السلام عليكم انه فعلا من الاقدار ان يحمل الاثنان حرفين اخوين في اللغة هما السين والشين كما انه من الموحي ان يتضمن القران اية تتحدث عن طائفتين تقتتلان مع بعضهما بما يضع نظاما للحل الملزم.
ارى ان عبارة السلام عليكم وهي من ايقونات الاسلام اصبحت مفرغة من اي معنى بل ومخيفة حتى انني ابدلها ب  Guten Tag