تلفزيون العراقية...وانا مديرا له...!

لا احب ان يصل صوتي الى برلمان نائم لا يقرر الا لصالح احزابه وكتله .اما قرارات الشعب فيصوت عليها ولكنها لا ترى النور(مع ايقاف التنفيذ ) مثل قانون التقاعد وقانون سلم الرواتب والحصة التموينية والقروض والاراضي والسكن الخ... فتحت يدي ووقفت في مواجهة الريح، تماما مثلما فعلت "كيت ونسلت" في فيلم تايتانيك، ورحت أصرخ "اريد الانتحار"، لكنني لم أكن على ظهر سفينة تايتانيك، وإنما على سطح عمارة شاهقة اعلى الجريدة في عمارات المجمع السكني في السعدون..!
نظرت إلى الأسفل فإذا بجمع الناس،...وما هي إلا دقائق حتى ازداد عدد الناس الذين اجتمعوا لمشاهدتي ومنهم رئيس التحريرالتنفيذي لجريدتي" النهار "
صرخ أحدهم بمكبر الصوت : "انزل ياعمي، هل تظن نفسك عباس بن فرناس، ستكون نهايتك بأن تنكسر جذور رقبتك، ولا تجد لك عظما صاحيا وانت لاتملك اجور الدفن والدفان ".
بينما أخذ آخر يصرخ: وتبين انه احد اعضاء البرلمان وهو في زيارة بروتكولية للجريدة " قيل لنا بأنه يؤدي مناسك الحج والعمرة كل عام ، وقال لي في الميكروفون " انزل يا ابا علي،انزل يا حجي، وسوف نبني لك شقة وأنا أعدك بأن يصل صوتك إلى البرلمان.."
فرددت عليه: " لا أحب أن يصل صوتي إلى برلمان الوطن، الذي تنامون وتتشاجرون فيه أثناء الجلسات، أريد أن يصل صوتي إلى البرلمان الأوروبي، هو أدرى بمشاكلي وهو الأقدر على حلها، على الأقل ان النواب هناك وصلوا بانتخابات نزيهة، واصل نومك سيدي النائم..وأخبر زملائك النائمين بأن لا ينسوا وساداتهم في غرف فنادق خمسة نجوم في عمان او قطر او اربيل او عند عمليات التجميل والحج والعمرة.
بعد ساعة حضر رئيس البرلمان الى مكان الانتحار، تكلم  في الميكرفون.." انزل ياعمنا العزيز، لقد خصصت لك شقة بثلاثة غرف وقطعة أرض في بسماية ازرعها ما تشاء..ازرعها ,فجل , طماطة، باميا..ازرع اي شيء,
فرددت عليه: " لا أريد شقة ,أما قطعة الأرض فلن أزرعها إلا كمون وحشيشة .
وبعد ساعة ..تكلم صوت جهوري أثخن من كل الأصوات السابقة انه رجل وقوروكما يبدوانه مسؤول في الدولة العراقية .
ياحاج أنا وزير االنقل والمواصلات ، بأمر مني يجب أن تنزل ألا تعلم بأنك بهذا تخالف قوانين الدولة وقوانين الطيران المدني، ووقفتك هذه ضد الديمقراطية؟".
فأجبته: "نعم يا سيادة الوزير، وقفتي هذه ضد الديمقراطية لأنني أريد أن أحلق بعيدا..عن الذين يخالفون القانون ويسرقون شعبي باسم الدين، تحت حماية الحكومة .
وبعد ساعة حضروزير الثقافة وهمس بصوت كردي  حنون " يا صحفينا الجليل، هل كل هذا الغضب من أجل كتابك الذي منعنا طبعه ونشره، انزل وسنطبعه لك، ولقد أصدرنا قرارا بتعيينك مديرا لتلفزيون العراقية ما رأيك ياحاج؟"..
فأجبته: - يا سيدي الوزير، أتمنى أن يتغير اسم الوزارة إلى وزارة (لله يامحسنين ) بعد مهرجانات بغداد عاصمة الثقافة والنجف عاصمة الادب ومهرجانات حبر على ورق ، ومسلسلات باهتة  وفلم بابل الذي سرق امواله المنتج على علمكم , مهرجاناتكم التي تصدر تحت رعايتكم السامية، ومنحتكم المليون دينار كل عام وهذه السنة تتغاضون عنها لاسباب "ترميمية ديمقراطية بحتة ",أما التلفزيون، فلن أقبل أن أكون مديرا على تلفزيون  العراقية لما فيه من لف ودوران ورؤية ضبابية لا يشاهده أحد فقد اتعب المشاهد في مسلسلاته...أفضل أن أكون مديرا لتلفزيون روتانا سينما (مش حتقدر تغمض عينيك) !
 
ما شاء الله، صوتك جميل، يا رجل يعمل في صمت، لكنني سانتحر يا سيدي الوزير، وأتمنى أن تبلغ سيادة رئيس الدولة بأن لا يجلس كثيرا مع السفير الأمريكي..نريد رئيسا يحكمنا ولا يحكمه أحد سوى الله، أخبره بأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يخشى أن يحاسبه الله على بغلة تتعثر في العراق، قل للرئيس بأن "بغلا "رمى بنفسه من أعلى بناية في بغداد.
شعرت بيد تلتف حول وسطي..هل يعقل بأن الممثلة "كيت وانسلت "جاءت لتكمل معي المشهد، صرخت أنااريد الانتحار!
فإذا بصوت الشرطي..." ستنتحر ياعم ، تعال معي يا ابن ال....!
استفقت من نومي، وأنا اصرخ بين ذراعي ام علي " اريد الانتحار"..شربتني كوب من الكمون الحارثم قالت لي زوجتي الحنونة...كم مرة دعوتك ان تتبول قبل ان تنام ...