في الطريق إلى العمل

 

 

صباحا حيث النشاط والاستعداد للذهاب الى العمل حيث ديمومة الحياة ومصدر الرزق ومتنفس شعورك بالوجود وتأثيرك به وفعاليتك له.

 

تسير خطوات تقطع بها الشارع بعد ان انهيت الفطور و ودعت عائلتك بالأماني و الدعاء وقبلة صغيرة على جبين الاطفال .

 

حتى اصبح المشهد يتكرر كل يوم بصورة درامية وروتينية جدا فكان جزءاً كبيراً من حياتنا .

 

ولكن الامور لا تبدو على طبيعتها دائما او انها لا تستمر على روتين مستقر فالحياة لأتعرف الا بصعوباتها ومنغصاتها .

 

وبالنسبة لي وكحال الجميع اعتبر ان العمل والاستقرار فيه من الامور المهمة في هذه الحياة .

 

ولا يقتصر الاستقرار في العمل بمكان العمل فقط ولكن يتعداه الى كل شيء يمته له بصلة حتى في الشارع الذي يؤدي له ومكانه من قرب او بعد .

 

لا بل ان الامر يعتدى ذلك الى اجواء العمل حيث الحرارة او البرودة والظل والشمس .

 

ولكن اغرب ما حصل ان يكون ضمن الاستقرار في العمل هو استقرارك في خط النقل اليه سيقول البعض كيف سيكون الامر ؟!.

 

في صباحك الباكر وانت تخرج و قد غادرت سريرك الدافئ مبكرا للذهاب للعمل وتقطع مسافة قد تكون بعيده او قريبة فان اول شخص ستلتقي به بعد الذين جيرانك في الشارع سيكون سائق الخط.

 

ونفسية الانسان مرهونة ببداية يومه فانت ما ان تصبح بوجه مشرق وضاحك متفائل الا وانعكس ذلك في نفسك .

 

فلقد اخبرني زميلي انه عانى كثيرا من النقل الى مكان العمل حتى اني استغربت كثيرا من الموضوع فحقوقه محفوظة في خطوط النقل اسوة بالكل العاملين معه في الموقع .

 

ولكن بعد هذه الايام لم اعد استغرب فلقد مرت بنا جميعا تجربة قد تكون اقسى منه فسائق الخط الخاص بمنطقتنا يصر على وقت معين هو غير مناسب للجميع تحت ذريعة ان مبلغ الخط لا يكفي وبالتالي هو مضطر للعمل مباشرة بعد ان يوصلنا.

 

لا بل انه كثير ما يتعمد تركنا في اوقات نحن بأمس الحاجة لوجود سيارة تقلنا الى مكان العمل او حين الرجوع الى البيت .

 

والمشكلة حتى الان بسيطة جدا ولها حل بسيط كذلك هو تغيير السائق واستبدال الخط طيب لنتجاوز جميعا كلمة قاطعي الارزاق ولنعود الى اصل المشكلة الذي كان اساساً لها .

 

ان شرط العقد هو شريعة المتعاقدين فكيف من الممكن ان يخل الانسان بشروط تعهد للقيام بها ومن المسؤول عن التقصير في ذلك ؟!

 

ان العامل او الموظف غير مسؤول عن العقد الذي يحصل علية السائق او المقاول لخطوط النقل مع الشركة او موقع العمل اذا كان مجزي ام لا .

 

وكذلك ان العامل او الموظف غير مسؤول عن هل المبلغ يكفي السائق ام لا فانت يستقطع منك شهريا مبالغ تسمى اشتراك بخط النقل (وان كان رمزيا) وذلك الدائرة او الشركة تدفع مبلغ عنك لتوصيلك لمقرها لمقاول النقل او السائق فبالتالي ان شروط العقد تكون ملزمة بالتنفيذ.

 

حتى في حالة عدم وجود خط لنقل موظفين او عمال او حد الموظفين او العمال فان مقاول خطوط النقل او السائق يكون ملزماً بتوفير وسيلة نقل للحالات الطارئ (في حالة عدم توفر خط النقل) او تعويضه عن المبلغ المدفوع للتنقل.

 

ولكن هناك حالات يكون بها مقاول خطوط النقل او السائق بموضع اقوى موقفا من الموظف او العامل نتيجة تفشي الفساد الاداري او وجود حاله نفعية تجعلهم في موقف اقوى .

 

صحيح ان القانون والموظف الذي سيكون مسؤولاً عن تنفيذ العقد في صالح او جانب المقاول او سائق الخط ولكن المسؤولية الاخلاقية والذمة امام الله لن تكون بجانبهما .

 

اننا لا نتحدث عن يوم او يومين من التقصير نحن نتحدث عن اشهر طويلة من سيكون المعوض فيها ومن يعيد الحقوق ومن يؤدي الواجب بصورة صحيحة ؟! .