احتلال الأقصى والتحالف العربي


لليوم الثالث على التوالي يشن جيش صهيوني مدجج بالسلاح هجوما ًعلى المسجد الأقصى مدنسا ًباحاته ومعتديا ً على المصلّين فيه ،سواء بالرصاص المطاطي او القنابل الصوتية ،حيث بلغ عدد المصابون بالعشرات ،وان الجديد بالموضوع ان قوات الأحتلال وصلت الى أماكن في المسجد لم تدخلها من قبل حتى في عهد شارون .
يخطط العدو للسيطرة على المسجد الأقصى والسماح للمستوطنين بالدخول اليه تمهيدا ًلتنفيذ مخططاته بهدمه واقامة الهيكل المزعوم مكانه !
أين العرب وأين تحالفهم المزعوم ؟
لقد دأب العرب على اظهار بطولات متنوعة وشجاعة نادرة ولكن فيما بينهم فقط اي دولة عربية على دولة عربية أخرى وهذا ما يفعله اليوم مايسمى التحالف العربي الذي استخدم احدث الأسلحة الأمريكية في قتل أطفال اليمن وتهديم بناها التحتية ،مع العلم ان اليمن لم تعتدي على أحد وكل ماجرى فيها يمكن اعتباره شأن يمني داخلي ، وكانت الحجة التي اطلقتها السعودية زعيمة التحالف هو الدفاع عن الحكومة الشرعية ،متناسية انها بذلت جهودا ًمستميته في سوريا أدت الى خراب البلاد وقتل الاف السوريين وتهجير الملايين منهم لغرض اسقاط الحكومة الشرعية ،شيئ لايشبه شيئ ، كما ان هذا التحالف العتيد يصم الآذان ويغمض العيون أمام مايحصل في فلسطين وخصوصا ً في المسجد الأقصى ، فكما يبدو ان الصهاينة اصبحوا اصدقاء وليس أعداء .
نتوقع ان يصدر استنكار من الجامعة العربية :
قد تقدم الجامعة العربية رسالة احتجاج ،ولكن من بقى يستمع الى الجامعة العربية او تخيفه رسائلها وهي بدون دول او ان دولها يقاتل بعضها البعض الآخر ويتآمر مع الأجنبي لأسقاط دولها ،ثم سرعان ما يأتي دوره فيودع بخفي حنين كما حصل لمبارك الذي خدم الصهاينة اكثر مما خدم شعبه .
العالم تغيب فيه العدالة :
ان العدالة تحولت الى ضحك على الذقون ،فتحالف امريكا الذي يشن غارات على داعش في الأعلام دون اي تأثير على ارض الواقع تغيب فيه الموازين ويتهم من أكثر من جهة سورية وعراقية على انه يعمل على اطالة حرب داعش ومنع هزيمتها المبكرة لأجل تحقيق اهداف خاصة اهمها تقسيم البلدين وولوج داعش الى الخليج للقضاء على دوله واحداث الفوضى فيها كما حصل لليبيا والعراق وسوريا واليمن .
وعلى نفس المنوال تقف هذه الدول مع الصهيوني الذي اغتصب ارض فلسطين بناءا ً على ترهات تاريخية مفبركة لااساس لها على ارض الواقع،وتمده بالدعم المالي واللوجستي لأجل زيادة غطرسته واحتلال المزيد من اراضي العرب والأعتداء على الفلسطينين العزل لفرض واقع حال عليهم وكما يحلو له ،وحسب الأمم المتحدة فأن الصهاينة قد هدموا وازالوا 63 منزلا ً في الضفة الغربية خلال اسبوع واحد ، متسببين في تهجير أهلها الى المجهول وذلك لرغبتهم في توسيع مستوطناتهم .
مطالبات بضم المزيد من ارض العرب :
طالبت مجموعة ممن وصفوا بـكوادر نخبوية إسرائيلية كـسكرتير الحكومة الإسرائيلية سابقاً، تسيفي هاوزر، والمحلل للشؤون السياسية في موقع المصدر الإسرائيلي، يواف شاخام، خلال الأيام القليلة الماضية، المجتمع الدولي بـضرورة الأعتراف بضم الجولان السورية التي احتلتها اسرائيل عام 1967 إلى الدولة الإسرائيلية، تعويضاً على الاتفاق النووي بين إيران وواشنطن ، وهذا تعبير عن العقيدة الصهيونية التي لاتتوقف عن قضم الأراضي العربية مادامت قادرة على ذلك .