قد يتوهم العبادي انه بحلوله النصف ترقيعية هذه، قد بلغ دهاء معاوية وعمرو بن العاص، وانه انما يضرب عصفورين بحجر واحد كما يقال.
حيث يرضي مركز القرار في حزب الدعوة الاسلامية، وذلك بتمهيد الطريق لجراثيم الحزب لاحتلال المواقع الريادية في الحكومة، مستغلة موقعه كرئيس للوزراء، من جهة.
ليتظاهر بالمقابل امام الشعب العراقي انه معه في السراء والضراء، والساهر على امنه وراحته وتلبية مطالبه، من جهة اخرى.
وقد فاته المثل المعروف ( كان غيرك اشطر ).
فلقد جعله حزبه بمثابة حصان طروادة من حيث لا يدري.
اذ لا تلبث ايدي لصوص الحزب ان تمتد من خلال اكمام رداء العبادي لسرقة العراق ارضا وشعبا.
حتى اذا كشف الشعب العراقي اللعبة ونبذ العبادي في العراء وحيدا فهو كظيم. فاذا بحزب الدعوة بدوره يتبرا منه ايضا.
ليجد نفسه حينئذ مصداقا لقول الثائر الكوبي تشي جيفارا :
( الذي باع بلاده وخان وطنه، مثل الذي يسرق من بيت ابيه ليطعم اللصوص، فلا ابوه يسامحه، ولا اللص يكافئه ).
|