وزير فاسد يساوي تمثالاً سومرياً

 

ربما تكون حادثة القاء القبض على وزير الزراعة المصري بعد فترة قصيرة من استقالته حالة عادية في اوربا.اما عندنا وفي ظل هذا الوضع البائس فان هذه الحالة تعد عملا جبارا بكل معنى الكلمة.فمن هو ذلك الشخص الذي يقترب من وزير ايا كان ثم يلقي القبض عليه بالطريقة التي حدثت في القاهرة.ومنذ عام 2003 لم تقع حالة مماثلة في العراق وقدم مسؤول او وزير الى القضاء.

 

الوزير المصري ما زال متهما لكنه ليس ممنوعاً من اللمس.اما هنا فهو اي الوزير اكبر من ان يوجه اليه اتهام لانه فوق الشبهات ولا يمكن ان يرتكب ذنوبا يحاسب عليها. ومن الطريف ان حكومة كاملة بكل كفاءاتها استقالت لان شبهة الصقت بوزير يعمل في الكابينة الحكومية.

 

لاحظوا روعة العقاب السياسي.. حكومة كاملة تنهار بعد اتهام احد اعضائها بالفساد.   لكن لماذا القي القبض على الوزير وهو يسير في سيارته في احد شوارع القاهرة وكان من الممكن القبض عليه في مكان اخر تحت سقف الوزارة مثلا او في بيته.هذا السؤال لا يهم وساذج لكنه ليس كذلك بالنسبة لي انا الذي اعيش واتمنى ان ارى وزيرا يعتقل.

 

امنيتي في هذه الدنيا ان اسمع او اتابع من شاشة احدى الفضائيات ان الحكومة اعتقلت وزيرا من وزرائها في ساحة التحرير مثلا. او في منطقة الكرادة او في شارع السعدون.نعم انا اتمنى ان اسمع هذا الخبر اليوم او غدا.لكني لست على ثقة من حدوث هذا الامر الصعب لان عضلات الحكومة اضعف مما نتخيل.

 

لأعد الى سؤالي عن معنى اعتقال وزير في الشارع..؟هذا يدل – لو وقع هذا الاعتفال في بغداد- ان الناس متساوون.وحين يرى الناس العاطلون عن العمل والكسبة والمحرومون تجريد مسؤول من هيبته امام اعين البسطاء وحين يقومون بتصويره كما يصور صيد ثعلب فانهم سيشعرون جميعا بنوع من الزهو الذاتي ان القدر معهم.ان القبض على وزير فاسد يساوي العثور على تمثال سومري.