هل هي دفعة من القوات القتالية الأمريكية؟

 

 

ذكرت وكالات الأنباء نقلاٌ عن أحدى الصحف البريطانية أن طائرة نقل أمريكية هبطت في إحدى القواعد الجوية في الرمادي وهي تقل قوة قتالية أمريكية قوامها 120 مقاتلاً مع أسلحتهم وعدداً من عربات القتال المدرعة وذكرت الصحيفة إن هذه القوة ستشارك في عملية تحرر الرمادي مع القوات العراقية في الوقت الذي أعلنت بعض المصادر العراقية عن انسحاب قوات الحشد الشعبي من محاور القتال في الرمادي ويعتقد بعض الخبراء أن هذا الانسحاب جاء بناء على أوامر أمريكية فماذا تعني كل هذه التطورات ؟

 

 في الحسابات العسكرية إن هذه التطورات تعني أموراً عديدة أهمها إن وصول قوات قتالية وليست لأغراض التدريب يعني أن هذه القوات وصلت للمشاركة في المعارك الجارية في الرمادي لا محالة صحيح إن حجم هذه القوة قليل نسبياٌ نظراٌ للمعارك الشرسة التي تجري في الرمادي لكن وفق المنظور العسكري فان هذه القوة قادرة على انجاز العديد من المهام القتالية لأن معار ك الرمادي هي عبارة عن قتالات خاصة لا تتطلب إشراك قوات كبيرة فهي تعتمد على قوات صغيرة مدربة تدريباٌ راقياٌ على حرب العصابات ومسلحة بأسلحة متطورة ومجهزة بمعدات حديثة وكل هذه الأمور متوفرة في القوة الأمريكية التي وصلت الرمادي إذن فهي قادرة على القيام بالعديد من المهام القتالية سواء بمفردها أو بمشاركة قوات عراقية وهي قادرة على إحداث تغييرات في أساليب موجهة داعش وقادرة كذلك على إحراز انتصارات تحتاجها جبهة القتال في الرمادي لإعطاء زخم هجومي ودفع معنوي لقوات الجيش والشرطة العراقية وهناك من يتساءل هل إن هذه القوة ستكون الوحيدة من القوات المقاتلة الأمريكية التي ستشارك في معارك الانبار أم أن هناك قواتاً أخرى ستصل تباعاٌ ؟ ومن المحتمل بل من المؤكد إن قوات أمريكية قتالية أخرى ستصل الى الرمادي تباعاٌ وهذه ربما هي الدفعة الأولى للقوات القتالية الأمريكية وبالإضافة الى هذه القوة فقد وصلت قبل مدة أعداد من طائرات الأباشي الأمريكية وهذه الطائرات فعالة جداٌ في إسناد القوات الأرضية المشاركة في عمليات قتال وتطهير المدن فهي مجهزة بأسلحة مضاد للدروع والآليات ذات قوة تدميرية كبيرة وبإمكان هذه الطائرات معالجة ستة أهداف مدرعة أو آلية في وقت واحد إضافةٌ الى أسلحتها الأخرى لمعالجة الأشخاص كما إن هذه الطائرات لها قابلية كبيرة على المناورة وهي بالإضافة الى ذلك مدرعة تدريعاٌ جيداٌ يحميها من الأسلحة الأرضية المعادية هذه الأمور تؤكد إن تطوراٌ كبيراٌ قد يحصل على الأرض في الرمادي خصوصاٌ إذا وصلت قوات قتالية أمريكية أخرى إليها وهذا ما سيحدث في القريب العاجل .

 

كل هذه الأحداث والتطورات الميدانية التي حصلت في الرمادي لم يتم نفيها من قبل الحكومة العراقية أو وزارة الدفاع الأمريكية بل على العكس من ذلك فان العديد من السياسيين والعسكريين الأمريكيين والغربيين وعلى رأسهم رئيس أركان الجيوش الأمريكية ومدير الاستخبارات الجوية ووزير الخارجية البريطاني وقبلهم كثيرين كانوا قد أعلنوا صراحة إن المعارك في الانبار وفي باقي المناطق في العراق لا يمكن حسمها دون مشاركة قوات برية أمريكية خصوصاٌ بعد أن عجزت الضربات الجوية لطائرات التحالف الدولي عن إحداث تغيير واضح في ميزان القوة لصالح القوات العراقية على الأرض وبعد أن بقيت داعش تقوم بعملياتها الهجومية في مختلف المناطق وتحقق المكاسب والأيام القليلة المقبلة ربما ستحمل أخباراٌ أخرى عن وصول المزيد من القوات المقاتلة الأمريكية للرمادي وحتى الموصل وكمتابعين للشأن العسكري فان حسم معركة الرمادي ومعركة تحرير الموصل لا يمكن أن يتم دون مشاركة قوات قتالية أمريكية على الأرض في ظل تواضع القدرات القتالية العراقية خصوصاٌ الهجومية منها وفي ظل تواضع مستوى القادة والآمرين وهيئات الركن وافتقارهم للخبرة والممارسة المطلوبة في القتال بشكل عام وفي قتال المدن بشكل خاص وستتحول معارك الرمادي والموصل الى معارك كر وفر طويلة الأمد ومكلفة لا طائل منها وتستنزف الكثير من قدرات القوات المسلحة سواء في الأسلحة والأعتدة والآليات والمعدات وحتى الأشخاص كالمعارك التي تجري في بيجي هذه الأيام .