جمهورية الفقراء و (لطم شمهودة)

 

الماء والهور والبردي والرجال الشجعان والكرم والاصالة والتاريخ، ترفض ان تغادر بصماتها في التاريخ , ارتبط وجودها بهذا الوطن منذ حضارة سومر والى يومنا هذا فكانت هي الوطن والاهل والعشيرة، ولذلك فنحن نشعر هنا بأننا من أبناء هذه الارض,  , كلما تذكرنا الماضي القريب فأننا نتذكر ميسان نتذكر الهور والمجاهدين وايام البطولة والفداء والتضحية ونتذكر الشرف والاباء والعطاء والصمود, قاومت الطغاة وأذلت المتجبرين وحمت ابناء العراق الغيارى بأهوارها وقصبها وبرديها وأحتضنت ثورتهم وجهادهم وشاطرتهم الخبز والحلم بوطن حر ودولة كريمة وشعب مرفوع الرأس ,اهل ميسان هم اهلنا و احبتنا و عشيرتنا لاننا من اهوارها انطلق الرجال في طريق الجهاد والكرامة ومثلما امتلكت ميسان تاريخاً زاهراً ومشرفاً فأن لرجالها ايضا تاريخاً ناصعاً ومواقف مشرفة و لعشائرها صولات وجولات محفورة في ذاكرة الوطن و دروسا للاجيال القادمة حيث دفعت ثمنا غاليا في الماضي وقد حان الوقت الذي تقطف به ثمار تضحياتها وصبرها وصمودها
 ,  البراءة احياناّ تجعل الانسان يعتقد ان كل ما حوله يحمل بما يحمل قلبه , من طبيعة فطرية طيبة تدل على حسن تريبته وكرمه الجنوبي , لا يعرف ان ذلك موت قادم من مجهول , مزارع توزعت في كل اطراف العراق بدل حقول النخيل والفواكه والقصب , اكثر من ثلاثين مليون لغم بقدر سكان العراق ربعها في ميسان , لكل مواطن منهم موت اجباري بين حقول نخيله واهوارهم المجففة ,  قنابل عنقودية ومخلفات حروب ومواد مشعة بين حقولها واهوارها  , (ميسان) دويلة نشأت في جنوبي أرض بابل تحت حماية السلوقيين (311ق. م ـ 247ق. م) عندما ضعف شأنهم في الفترة الواقعة بين عامي (223ق. م ـ 187ق. م) استقلت ثم تدرجت في سلم القوة وأصبحت دويلة مهمة.
حكمها ثلاثة وعشرون ملكا ما يقارب ثلاثة قرون ونصف وبالتحديد ما بين عامي 129ق. م ـ 225 ميلادي... وانها أدت دورا بارزا في الأحداث السياسية والاقتصادية في العراق خلال الفترة من منتصف القرن الثاني قبل الميلاد إلى الربع الأول من القرن الثالث للميلاد, وميسان في الآرامية تعني (مياه المستنقعات)(مي آسن). وفي ميسان يقع قبر (النبي العزير) وهو مقدس لدى اليهود والمسلمين. وكذلك ضريح الامام عبيد الله بن علي بن أبي طالب (ع)، في منقطة قلعة صالح تحديداً.وقبر الشاعر الكميت بن زيد الاسدي وسميت ناحية كميت بهذا الاسم نسبه اليه. فتحت في عهد عمر بن الخطاب على يد القائد العربي (عتبة بن غزوان المازني). وكانت حدودها تمتد بين واسط (الكوت) والبصرة وكانت البصرة جزءاً منها وكذلك المذار والبطائع (الأهوار)ونقل في تاريخها أنها مدينة واسعة كثيرة القرى والنخيل وكان المثل يضرب بخصوبتها, ميسان اليوم مدينة خاوية يطارد اهلها الفقر والعاطلين وبين المدن الأكثر محرومية بعد او توقفت معاملها وهاجر ابنائها نتيجة لبطش الجلادين ووقوف ابنائها بقوة بوجه اشرس جلادي العصر , ابناء ميسان الأبطال كانوا مثال للتضحية والفداء من اجل بناء وطنهم , قدموا قوافل من الشهداء ,ميسان ذلك الرث العراقي الكبير وثاني احتياطي نفطي في العراق تعيش الفقر والحرمان والبحث بين اسواق العراق عن عمل لشبابها , ميسان محافظة بحاجة لتأهيل والتمتع بخيرات نفطها وازالة الألغام منها وتشغيل معاملها لتستوعب تلك الطاقات الكامنة لشبابها , ميسان تشعر انها تدفع ثمن حروب همجية وقوانين جائرة لا تزال سارية عليها وانها تعطي الخير مع الكبار وتعمل معهم وتأكل مع الصغار وكما يقول مثلهم ( لطم شمهوده) لتكون جمهورية للفقراء  ..