كمال التاغوتي - وَاحَةُ البُرْتُقَالِ

نَــحْــتَرِقْ

يَــنْــهَشُنَــا التَّيَّــــــــارُ 

مِنْ أسْمَــالِ العَــظْمِ الفَــاتِرِ

حَــتَّــى فُسْقِيَّــةِ القَــلْبِ

وَمَــرْسَــاهَــا الدَّفِيـــــــــــــــــنْ،


يَــثْلِمُنَـــا المِــحْرَارُ 

مِنْ شُــعَــاعٍ فِي الأَظَــافِرِ

حَـــتَّــى رُبُـــوعِ الحُلْمِ،

فِي دِنَـــانِ اللَّحْنِ المَشْبُــوهِ

وَشِغَــافِ الشَّــمْعِ الشَّــاكِي

مِثْقَـــابًــا لاَ يَـــلِينْ؛ 

****
وَأَلُــــــــــــــوذُ بِــنَــداكِ

أُبْحِــرُ فِي أنْــفَــاسِ الرَّمْــلِ

وَفَــحِيحِ البَــلَــحِ الحَــائِــرِ

بَيْنَ سَــفْــحَيْنِ،


قُــلْتِ: 

"أَخْشَــى أنْ يَنْـــفَجِرَ الفَجْرُ

فِي يَـــدَيْكَ

وانْشِطَــارَ الشَّوْقِ كالنَّخْلِ

وَأنَــا أغْفُو عَلَى زِنْدَيْكَ ! "

تَــخْشَـــى أنْ يَفْجَـأَهَــا النَّــهْرُ

الأَرْعَــنُ فِي مِئْذَنَةِ النَّهْدَيْنِ


لَيْتَـــهَــا تُغْمِضُ أجْرَاسَ القَبَــائِلِ

وَتُبِيــــحُ خَــابِيَــةَ الفَحْمِ الوَرْدِيِّ؛

بِاللُّبَــانِ أَحْرِثُهُ

بِطُيُــورِ البَــازِ بِأضْــراسِ المَــزَاهِرِ؛ 

لَيْتَــهَــا تُفْــرِجُ عَنْ جَمْرِ العَنَــادِلِ..

****
نَـــحْتَــرِقْ

مِنْ صَـــفِيـــحِ البَـــنْزِينِ

حَـــتَّــى عُــنْقُــودِ دَمٍ عَــاثِــرِ 

فِي الشَّـــرَايِــــــــــــــــــــينِ،

هَــلْ أَمْسَيْنَــا قِــدَاحًــا للأَسْهُمِ؟

مَــاذَا أَغْــوَيْنَــا 

غَيْرَ غُــبَــارِ التَّتَــارِ 

مَــاذَا أغْنَيْنَــا 

غَــيْرَ بَــغَــاءٍ لَــمْ يُــرْجَــمِ؟ 


يَـــا حَــبِيـــــبِي 

عَــرَقٌ مَــحْضٌ نَــحْنُ 

مِنْ عــرَانَــا عَــلَّــقُــونَــا 

وَمَــعَ النَّجْوَى لَعَقُونَــا 


فَــامْتَــثِلِي يَــا فَــرَحَ الوَاحَــاتِ

لِـــجُــذُورِ الطَّلْعِ

واكْتَــــحِــلِي بِهَــدِيرِ الظِّبَــاءِ

وارْتِــجَــاجِ الضِّلْعِ 

وابْتَـــهِلِي لِصَهِيلِ الرُّمَّـــانِ

ابْــتَـــهِلِي كالكَــمَنْجَـــاتِ 

فَـــأَنَـــا الفَــلاَّحُ

فِي الجُــزُرِ المَنْسيَّــة

وأنَــا المَـــلاَّحُ

فِي السُّــفُــنِ الذَّرِّيَّــة 

أَجْنِي قِــنْــوَ الأَسْمَــاكِ

شَــظِيَّــةً شَــظِيَّــة؛


فَــلْنَتَـــمَزَّقْ

فالبَــرَاكِينُ السَّخِيَّــة

لَيْــسَ لَـــهَـــا وَزْنُ

إلاَّ والصَّــدْرُ مِنْهَـــا 

لِخُــيُولِ النَّــارِ صَحْـــنُ 


كُــونِي لِلزَّنْبَقِ أكْثَرَ مِنْ شُبَّــاكِ

فَـــرِيَــاحُ الحُبِّ شَهِيَّــة...