تفشي مرض الكوليرا في بغداد واجراءات حكومية لتطويق الازمة بعد وفاة اكثر من اربعين شخصا


بغداد: تفشى مرض الكوليرا في الايام الاخيرة في بعض مناطق بغداد بسبب انعدام المياه الصالحة للشرب واختلاكها مع مياه المجاري واضطرار المواطنين الى الشرب من المياه الاسنة او المياه المجهزة بواسطة الصهاريج وهي ملوثة ايضا.

فقد اعلن رئيس مجلس محافظة بغداد رياض العضاض، اليوم السبت، عن وفاة أربعة أشخاص مصابين بالكوليرا ليسجلوا بذلك ارتفاعا في عدد الوفيات المصابين بالمرض، فيما أرجع سبب انتشار الكوليرا في مناطق حزام بغداد إلى سوء الإدارة وعدم توفير المياه للمواطنين.

 

وقال العضاض، إن "سوء الإدارة وسوء النظافة وعدم توفير المياه للمواطنين في مناطق حزام بغداد أدت إلى ظهور مرض الكوليرا"، لافتا إلى أن "هذا المرض متوطن لدينا وسجلنا خلال العام الماضي 500 حالة مصابة لكن ذلك لم يكن معلنا".





وأضاف العضاض، أن "نحو 25 شخصا ثبت أنهم مصابون بالمرض ضمن 130 حالة وردت إلينا"، مشيرا إلى أن "أربعة من المصابين وصلوا إلى المستشفى وكانوا في حالة إغماء ما أدى إلى وفاتهم اليوم".



في حين اعلن محافظ بغداد علي التميمي، امس الجمعة، عن وفاة أربع نساء وإصابة 65 شخصا بمرض الكوليرا في قضاء أبو غريب غربي العاصمة، فيما أكد التنسيق مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسفلتوزيع 50 ألف صندوق ماء مقطر.



وقال مكتب المحافظ في بيان صحافي، إن "التميمي وصل الى قضاء ابو غريب وعقد اجتماعا مع الكوادر الصحية والمسؤولين في القضاء من اجل متابعة خطة مواجهة مرض الكوليرا"، مبينا أنه "تم التنسيق مع اليونيسف من اجل توزيع 50 الف صندوق ماء مقطر وتوزيع 100 الف قنينة ماء ٢٠ لترا مع حبوب الكلور اعتبارا من يوم غد".




وأكد التميمي، بحسب البيان، "استمرار تخصيص ٢٥ حوضية ماء من آليات المحافظة والاتصال بأمانة بغداد لأجل زيادة مادة الكلور التي تضيفها على الماء".



وكشف التميمي عن "وفاة اربع نساء في القضاء وإصابة ٦٥ بالمرض منها ٢٢ حالة خطيرة"، مؤكدا أن "جميع الحالات تخضع للعلاج المستمر".



من جانبه اكد رئيس اللجنة الصحة في البرلمان العراقي فارس بريفكاني، ان هناك 40 حالة وفاة لحد الآن، في عموم محافظات العراق بسبب مرض الكوليرا، والنسبة الأعلى للوفيات هي من محافظة النجف".

وقال بريفكاني،"انتشر مرض الكوليرا منذ أيام في بعض المناطق، والذي يعد من اخطر الأمراض المميتة التي تصيب الانسان، وتوجد حاليا بعض الحالات المصابة بهذا المرض، في بعض المناطق وخصوصا في محافظة النجف والعاصمة بغداد".


واوضح بريفكاني "ان محافظة النجف قد سجلت اعلى نسبة لحالات الوفاة بسبب مرض الكوليرا، وتلتها العاصمة بغداد، وسبب ظهور هذا المرض القاتل يرجع الى تلوث مياه الشرب بالجراثيم، مما يشكل خطرا كبيرا على العراقيين .



وتابع رئيس لجنة الصحة في البرلمان العراقي "أن عدم السيطرة على هذا المرض الفتاك "مرض الكوليرامن قبل وزارة الصحة العراقية ووزارة أقليم كوردستان، سيؤدي الى نتائج كارثية على الشعب العراقي عامة واقليم كوردستان خاصة، لأن هذا الوباء الفتاك لو انتشر لا قدر الله فستكون كارثته أخطر من الحرب ضد تنظيم داعش".



وأضاف بريفكاني "نحن كلجنة الصحة في البرلمان العراقي، شكلنا خلية مع وزارة الصحة، لمتابعة هذا الموضوع، وهناك مؤتمر سيعقد يوم الاثنين القادم في مبنى وزارة الصحة، فيجب تعقيم كافة المياه الجوفية التي تستخدم كمياه للشرب، وزيادة نسبة مادة الكلور في المياه، والتركيز على المناطق التي ظهرت فيها حالات الكوليرا، خصوصا منطقة ابو غريب في جنوب العاصمة بغداد".



وبسبب توسع الازمة وانتشار المرض، عقدت خلية إدارة الأزمات المدنية، اجتماعا عاجلا لدراسة الإجراءات السريعة واللازمة لحصر المناطق التي حصلت فيها الإصابات بمرض الكوليرا، مؤكدة أهمية تقديم خطة عمل طارئة لتقديمها الى رئيس مجلس الوزراء لاتخاذ القرارات اللازمة بشأنها.



وقالت الخلية في بيان، "بتوجيه من رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي عقدت خلية إدارة الأزمات المدنية اجتماعا عاجلا لدراسة الإجراءات السريعة واللازمة لحصر المناطق التي حصلت فيها الإصابات بمرض الكوليرا وتقديم خطة عمل طارئة لتقديمها للسيد رئيس مجلس الوزراء لاتخاذ القرارات اللازمة".



 

وأضافت، أن "اجتماع الخلية التي يرأسها مدير مكتب رئيس الوزراء الدكتور مهدي العلاق، تم بحضور ممثلي منظمة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنظمة اليونسيف، كما حضرها ممثل شبكة الإعلام العراقي التي ستناط بها مهمة إعداد ونشر حملة توعية إعلامية هادفة".



وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد وجه في وقت سابق اليوم، بتنفيذ التوصيات الخاصة بتطويق وباء الكوليرا التي قدمتها خلية ادارة الازمات المدنية "فوراً".

 

وقال مدير مكتب العبادي مهدي العلاق، إن "رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي أمر بتنفيذ التوصيات الخاصة بتطويق وباء الكوليرا والتي قدمتها له خلية ادارة الازمات المدنية هذا اليوم فوراً".

  

وأضاف العلاق، أن "التوصيات تضمنت قرارات مهمة اهمها تشكيل فرق موقعية مشتركة تتولى اجراء الفحوص اليومية لمياه الانهار وفروعها ومحطات التصفية والتوزيع، وشراء مليون (سيتماء لتوزيعها بين العوائل النازحة في مناطق ابو غريب والمناطق الاخرى التي حصلت فيها اصابات، وزيادة اطلاق كميات المياه من مشروع ماء الكرخ الى خزان ابي غريب لتأمين الكميات اللازمة".

 

وأوضح العلاق، أن "التوصيات تضمنت أيضاً تجهيز ونصب محطات اضافية لتنقية المياه في ابي غريب بالتعاون مع جمعية الهلال الاحمر، والعمل الفوري على تأمين ادخال مئات الاطنان من مادة غاز الكلور المتعاقد عليها مع الاردن والدول المجاورة الاخرى، واستمرار التنسيق والتشاور مع منظمة اليونيسيف والمنظمات الدولية الاخرى في الوقاية والمعالجة".



ولم تتضرر مناطق اطراف بغداد فقط بل انتشر المرض الى مناطق وسط بغداد، حيث أعلن مجلس محافظة بغداد، عن تسجيل حالة إصابة بمرض الكوليرا في منطقة الكرادة وسط العاصمة، فيما وجه دوائر الصحة بمتابعة باعة المأكولات المكشوفة.

 

وقال عضو المجلس محمد الربيعي، إن "منطقة الكرادة شهدت، اليوم، تسجيل حالة إصابة بمرض الكوليرا لشاب"، مؤكداً أن "الحالة الان مستقرة وهي تحت السيطرة".



 

وأضاف الربيعي، أن "مجلس المحافظة وجه دوائر الصحة في بغداد بضرورة متابعة باعة المأكولات المكشوفة والشعبية وتنفيذ حملات تفتيش"، محذراً من "تداعيات ومخاطر انتشار وباء الكوليرا في العاصمة".