أحزر من أنا؟ و في إي بلد انا رئيس؟


-  أدعي محاربة الفاسدين و أنا استلم عمولة و رشاوي عن عقد عراقنا منذ عام 2003 بل و اطالب بتوقيع الجيل الرابع من العقد حتى تبقى عمولتي جارية. و لا يهمني ان العراقيين يدفعون 167 ضعف ما يدفعه الاردنيون كأجور لقائمة الهاتف المحمول فالعقد عقدي و البلاد بلادي.
-  أدعي محاربة الفساد و انا نفسي حاولت دفع رشوة لقاضي تونسي – نعم فانا اقدم الرشاوي على مستوى المنطقة- ليغلق قضية أخي الذي منحته جواز دبلوماسي فقام بالاعتداء على شرف فتاة تونسية لكن للأسف القاضي طلع شريف و رفض الرشوة مما نجم عنه قيام الخارجية التونسية بتقديم احتاج شديد اللهجة للخارجية في بلادي. و لكن لا يهم فانا اهتف كل يوم على شاشات التلفزيون اني احارب الفساد و المفسدين
-  أدعي محاربة الفساد و لم يبقى فاسد إلا و عينته وزيرا فوزير خارجيتي من اشرف ما يكون لدرجة انه اضاع نصف ميزانية عندما كان رئيس وزراء و سالت دماء العراقيين في عهده انهارا ما بين اختطاف و جثث مجهولة و تعذيب و سجون سرية او غرقا في حادثة جسر الائمة. و لكن لا يهم فهو عضو في حزبي و حزبي فوق كل شيئ و هو يشبه تماما وزير التعليم العالي في حكومتي
-  أدعي الاصلاح  ولم تبقى وزارة تخدم العراقيين إلا و الغيتها فالعراقيون لا يحتاجون لوزارة البيئة لانهم لم يتعرضوا للاشعاع و الحروب كما لا يحتاج العراقيون وزارة علوم فهم يعيشون في العصور المظلمة -- نوري يكفيهم--و لكني أبقيت على قناة بلادي فهي تخدم حزبي و حزبي فوق كل شيئ ولا يهمني اذا كان حزبي يستولي على ميزانية العراق باكملها لتمويل قناته و مقراته و سياراته و طياراته فهذا ليس فساد بل ان الفساد هو ان لا اخدم حزبي فانا حزبي حتى النخاع
- أدعي الاصلاح و لم يبقى موظف مدير او وكيل إلا و طردته فانا مخول من برلمان لا يملك اصلا الحق في تخويلي و لكني لم اصدق نفسي عندما خدعت هؤلاء السذج لاستغل الموقف ابشع استغلال و اضرب ضربتي لأقيل من اقيل و اعين من اريد فانا تهمني مصلحتي اولا و اخيرا و اريد ان اعين اعوني فلابد من طرد من استولى على وظيفتهم طبعا هذا ليس استغلال للسلطة فالسلطة سلطتي و البلاد بلادي
- و انطلاقا من حبي لمصلحتي قمت بالغاء اي منصب يشغله شخص نافسني على سدة الحكم- كيف يجرؤون- فانا فتى الشاشة الاوحد بل لا توجد شاشة بدوني و كل من ينافسني يرُشق و يُعزل و يقُصى  فهذا  جوهر الاصلاح. والاصلاح اصلاحي و البلاد بلادي حتى و ان خرّبت الدولة و شتت الموظفين فمن يجرأ على منافستي بعد اليوم! ساحكم كما اشاء و افعل ما اريد و لا يمكن لاحد ان يعترض على قراري كما قال خبيري القانوني الذي منحني كل الصلاحيات الموجودة في الكون و اخرّس المحكمة الاتحادية --التي اتهمها ليل نهار بالفساد لانها تريد ان تعدل قراراتي او تنقضها و العياذ بالله- خبيري أخرّس المحكمة بقوله انه لا يحق لها الاعتراض على قراراتي فهي فوق القانون و الدستور و الاعتراض. قراراتي الهية نورانية فوق كل اعتراض.  فالقانون قانوني و البلاد بلادي.
- أنا أدعي اني حاصل على الدكتوراه و الماجستير من جامعة اجنبية و لكني لا اعرف عنوان اطروحتي و لا اسم الاستاذ المشرف و لا اسماء لجنة المناقشة كما ان الجامعة الاجنبية تنازلت عن الشروط التي تشترطها لقبول الطالب الاجنبي فان لم انشر بحثا واحد بالإنكليزية و رغم ذلك قُبلت و اعُفيت من شرط نشر البحوث كما اعُفيت من شرط اكمال اربع سنوات كحد ادني لإكمال شهادة الدكتوراه في هذه الجامعة. فانا العبقري الجامعي الذي تفتح له اعتى الجامعات ابوابها و تخرجه منها بلمح البصر و بدون اي شروط. و طبعا خضت الانتخابات بشهادتي الممنوحة لي بقدرة قادر فمن يجرأ على سؤالي و محاسبتي فالبرلمان برلماني فيه اخوتي في الحزب و هيئة النزاهة تعتبرني مثلها الاعلى في الغش و الاحتيال
- ادعي الحفاظ على ارض العراق بل و اقسمت اليمين على ذلك و لكني لم اتوانى عن تقديم احدى محافظات العراق على طبق من فضة لمنظمة ارهابية اجرامية نزولا عند رغبتي وزير خارجيتي و مسؤولي في الحزب الذي صّرح امام العالم ان العراق يريد الانفتاح على هذه المنظمة و ظل يكرر القول ثلاث مرات حتى تصور الحضور انه فقد عقله و لكنه زميلي و مسؤولي في الحزب  و كلامه على عيني وراسي.
-  فهل عرفت من انا؟ أنا رئيس وزراء دولة تملك ثاني اكبر احتياطي نفط في العالم و لكني اعلنت التقشف و الترشيق بعد أن شفط حزبي اكبر ميزانية في الشرق الاوسط و البالغة 105 مليار دولار طبعا انا لا احتاج ان احضر للبرلمان و ابرر ضياع الميزانية فكلهم زملائي و احبابي
- فهل عرفت من انا؟ انا ديمقراطي الزي دكتاتوري القلب و العقل فمن يجرأ على الحديث معي او حتى النظر الي؟ فانا فوق الكل و قبل الكل . انا القانون و كلامي دستور و خبيري القانوني موجود و مستشاري العلاق –الذي علّق كل الوزارات شل الموظفين و العباد—معروف فانا انا من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فليقرا السطور جيدا فانا اشهر من نار على علم.