إصلاحات ... فول أوتوماتيك |
لازلت استذكر نصيحة أحد أصدقائي عندما قررت استبدال سيارتي الخاصة بأخرى أحسن منها حالا وبالفعل فالرجل بادر واتصل بزوج ابنته الذي يعمل في بيع وشراء السيارات وفرحت كثيرا لأنني وجدت " عرف " سوف يوفر لي ما أريد وسيكون "حار ومكسب " ولا أحد يستطيع " ضربي بوري " وعندما التقيته رحب بي بحرارة وحذرني بشدة من "القفاصة " وبعدها نصحني بسيارة كانت لديه واخذ يصف لي مواصفاتها وقال لي بالحرف الواحد "انها فول أوتوماتيك" باستثناء الفتحة في سقف السيارة أي" سلايد روم " وعندها قلت له كيف ذلك وهي بلا فتحة فقال هذا هو السوق كلامه جعلني أتراجع عن قراري لأعود بخفي حنين مرددا بداخلي هذا "واسطتي " هكذا فكيف بي اذا ذهبت لغيره فماذا سيقدم لي عندها قررت الاحتفاظ بسيارتي القديمة و"هاي السالفة" ذكرتني بالإصلاحات التي دعت اليها المرجعية الرشيدة التي تعد صمام الأمان وراعية مصالح الشعب وهي الوحيدة القادرة على الوقوف امام جبروت وجور وظلم الحكام وبالتالي كان لزاما ان يقف الشعب بكل قوة مع ما تطرحه المرجعية من اراء همها الوحيد تحقيق العدالة وارجاع حقوقه المسلوبة ومن الواجب أيضا ان تقابلها استجابة من قبل الحكومة وليس إعطائها "الاذن الطرشة " كما يفعل مسؤولينا اليوم خاصة في الحكومات المحلية التي اغلبها ينتمي الى أحزاب إسلامية متوهمة ان تغيير مدراء بعض الدوائر وإصدار أوامر بإنهاء خدمات بعض المستشارين وإلغاء بعض الأقسام الإدارية الزائدة بالأصل عن الحاجة هي عين الإصلاحات التي يطالب بها الشعب على الرغم من انها في حقيقتها حبر على ورق لأنها لم تنفذ لحد هذه اللحظة ناهيك عن انتشار عدوى حمى اللهاث على كراسي رئاسة المجلس او منصب المحافظ بين الكتل من اجل الظفر بأحد منها بحجة الإصلاحات "المكرودة". كلنا نستذكر كلمة رئيس الوزراء حيدر العبادي عندما أعلنها صراحة عن التزامه الكامل بالتوجيهات القيمة للمرجعية الدينية العليا التي عبرت عن هموم الشعب العراقي وتطلعاته متعهدا بالإعلان عن خطة شاملة للإصلاح والعمل على تنفيذها داعيا القوى السياسية الى التعاون معه في تنفيذ برنامج الإصلاح المزعوم رافقها دعوات المرجعية الدينية العليا المتكررة لأن يكون أكثر جرأة وشجاعة في خطواته الإصلاحية، والضرب بيد من حديد لمن يعبث بأموال الشعب، كما طالبته بعدم التردد في إزاحة المسؤول غير المناسب وان كان مدعوما. ولكن استجابته لتلك النداءات كانت مجردة من التنفيذ وبخاصة في مجال تبديد ثروات البلد ومشاكل الكهرباء وإصلاح القضاء و... و ... باستثناء بعض الحالات طالت فيها الرؤوس الصغيرة التي لا تسمن ولا تغني من جوع شيئا بينما مازال الكبار يتحدثون وكأنهم في مناصبهم بل هم فيها بالفعل بلا حسيب ولا رقيب ومن هنا تولد شعور لدى المواطن بأن الإصلاحات مجرد كلام معسول دس فيه السم وبدليل التظاهرات مازالت مستمرة وخطب الجمعة تؤكد ما نقول. لقد بتنا في حيرة من أمرنا هل ان السيد العبادي مازال يسير على نهج سابقه وينفذ أجندة المئة يوم المشؤومة كما يدور الان في الشارع العراقي والا لماذا سر هذا السكوت على الحيتان والمشاريع الوهمية والفاسدين الكبار وأين اليد الحديدية التي سيضرب بها هل صرعها البطل الخارق "باباي" عند تناوله السبانخ، نتمنى ان يكون هناك موقف صريح وواضح من مطالب المرجعية ومظاهرات الشعب ... والا ستكون إصلاحات حكومتنا كصاحبنا أبو " الفول أوتوماتيك " .. باستثناء رفاق الدرب القديم .. وعزاز والله عزاز ....!!! |