المالكي يأمر المحققين باغتيال الوائلي بازالة جميع الادلة التي تكشف الفاعلين

كعادتها في التغطية على منفذي جرائم الاغتيالات التي يرتكبها محترفون لصالح المخططين لها في إيران تعمل اللجان التحقيقية التابعة لاشراف رئيس الوزراء نوري المالكي على لملمة التحقيقات حول عملية اغتيال محافظة البصرة الأسبق محمد مصبح الوائلي الذي أستهدفته المسدسات الإيرانية والبريطانية الخميس الماضي في مدينة البصرة، والمسارعة في أنهاء التحقيقات بعد مصادرة كافة الأدلة الجرمية من مكان الحادث تجنبا لكشف الفاعلين الحقيقيين.

مصادر أمنية عالية المستوى في العاصمة العراقية بغداد، كشفت في تصريحات خاصة ل"كتابات" وجود توجيهات من المالكي شخصيا بأنهاء التحقيقات الأمنية حول عملية أغتيال الوائلي، بعد أن قامت اللجان الأمنية الثلاث التي تم تشكليها بعد الحادث برفع جميع دلائل الاثبات الجرمية التي تكشف عن طبيعة المنفذين وأحترافيتهم في تنفيذ المهمة الموكلة لهم.
وقالت المصادر الأمنية التي رفضت الكشف عنها بالأسم الصريح لحساسية الموضوع أن التوجيهات التي أصدرها المالكي تتضمن أيضا أستبدال الأدلة الجرمية بأخرى تشير صراحة أن المتورطين بالعملية الآثمة هم من الإرهابيين الذين يعيثون في البلاد قتلا وتدميرا، خاصة أن المالكي مهد للموضوع بتصريحات يوم الأربعاء الماضي بأن الإرهاب والإرهابيين عادوا مرة أخرى للعراق، وبالتالي فإن الصاق التهمة بالإرهاب ستكون هي النتيجة التي ستخرج بها اللجان الثلاث التي شكلت للتحقيق في ظروف عملية أغتيال محافظ البصرة الأسبق.
ورأت المصادر الأمنية ان الصاق العملية بتنظيم القاعدة يأتي ضمن مسعى الحكومة للتغطية على الفاعل الرئيسي وهي إيران وبريطانيا، فهناك الكثير من المؤشرات على أن عملية أغتيال الوائلي متورطة بها عناصر تابعة للناظم الإيراني، فحرفية تنفيذ العملية تشير صراحة أن المنفذين مدربين على مستوى عال ولديهم المعلومات الإستخبارية الدقيقة عن تحركات الوائلي.
وكانت مصادر أمنية مطلعة أكدت في وقت سابق إن محمد مصبح الوائلي كان على رأس قائمة من أهالي البصرة يجب اغتيالها، وتضم شخصيات سياسية ووطنية ووكلاء مرجعيات دينية عراقية ورجال أعمال، وقد سربت القائمة من قبل عناصر في "فرق الموت" التي تتهم بالعمل لصالح الحرس الثوري الإيراني وباغتيال محافظ البصرة السابق.
ولفتت المصادر الى أن أغتيال الوائلي كان على وش الانتهاء من ترتيبات الإعلان عن تجمع سياسي واسع من ابناء محافظته كان فيه المنظر والقائد الروحي ومن احد اهم اهدافه "الحفاظ على عروبة البصرة ووقف النفوذ الايراني" فيها.. ويضم التجمع جميع الطيف السياسي والديني والقومي العراقي، آخذا بنظر الاعتبار التحديات التي يشكلها النفوذ الايراني على البصرة خاصة والعراق بشكل عام، وهو ما عجل في اصدار الامر في طهران لفرق الموت باغتياله.
وأشارت المصادر الامنية إلى أن الإغتيال قرار بريطاني ايراني ضد كل من يقف امام نفوذهما خصوصا البصرة التي تسيطر عليها الاحزاب التابعة لايران ومكاتب الاطّلاعات المتواجدة بكثرة في المدينة، وكبرى الشركات النفطية البريطانية.