إبتسم وأنت تقود السيارة

 

 

قد تكون عملية الربط صعبة ويسأل المرء نفسه ما دخل الابتسامة بحوادث السيارات؟! إلا أن دراسة أجريت في ألمانيا بينت أن العلاقة وثيقة من خلال التفاصيل التي أكدت كيفية تجنبك نسبة كبيرة من أخطار الطريق وحوادث السيارات إن استطعت أن تحافظ على ابتسامة رقيقة على وجهك.

 

فحين تبتسم يهبط التوتر العصبي إلى اقل من النصف مهما كانت الظروف المحيطة بك  ولو دققت النظر والتفكير ومراقبة نفسك لوجدت انك لا تستطيع أن تحافظ على أعصابك هادئة إن لم تفرد عضلات وجهك ولو بشبح ابتسامة  وأنت حين تبتسم تحدث تغيرات كثيرة في داخلك وفي أعصابك ايضاً. وفي دراسة تناولت خمسة الآف شخص ممن يقودون سياراتهم على مختلف الطرقات الداخلية والخارجية  تبين أن من يحافظ على الابتسامة وهو وراء مقود السيارة يكون اقل تعرضاً لإرتكاب الحوادث من الشخص العبوس أو الذي لايعرف وجهه الابتسامة!!

 

جرب أن تقف أمام المرآة واعبس وقطب ما بين حاجبيك لمدة خمس دقائق  فلو قست ضغط دمك قبل التجربة وبعد خمس دقائق من بدئها فستجد أن ضغط دمك ارتفع وان درجة التوتر ازدادت وان أعصابك صارت في حالة يرثى لها.

 

الدكتور مارك لوكنز من ميونيخ قال بأنه أجرى تجارب و دراسات على رجال ونساء متلاحقة حيث تبين له أن الإجهاد والتوتر العصبي يسببان حوادث المرور.

 

والدكتور جيرهارد شتوكر أجرى تجربة كان ملخصها انه وضع مجـــسات حساسة عند أطراف أصابع عدد من المتطوعين وفحص ضغــــــط الدم ومقدار الجهد العصبي والـــــدورة الدمــوية قــــــبل قيادة السيارة وأثناء القيادة وبعد الانتهاء من مشوار طوله 35 كيلومتراً في المرة الأولى وسط المدينة والازدحام ومفاجآت المرور ومثل تلك المسافة في المرة الثانية في الأرياف ولكن يتعرض خلالها لسيارات شاحنة ومخاطر تسبب الرعب؛ وبعد كل تلك التجارب اقتنع تماماً أن الخطر الأكبر الذي يتعرض له السائق هو التوتر العصبي وليس السيــــــارات الأخــرى أو تجاوز قوانين المرور من قبل السيارات والمارّة.

 

هناك حقيقة علمية تقول أن التوتر العصبي والقلق يزيد إفراز الأدرينالين في الدم  وهذا الهرمون هو الذي يمنح المرء المزيد من الطاقة لتجعله يقاتل ويكافح أو يهرب  وفي هذه الحالة يجد السائق الوسيلة في المجازفة بزيادة السرعة أو تحدي الآخرين الأدرينالين الناجم عن التوتر.

 

لذلك ابتسم حالما تجلس وراء مقود السيارة  جرب ذلك مرة  وحاول أن تحافظ على الابتسامة حتى وإن رأيت غيرك يتجاوزك ويعرضك للخطر ستجد عندها انك أكثر قدرة على التحكم بأعصابك وأكثر قدرة للتعامل مع السيارة والمواقف المحرجة أيضا  ولكن يجب التمييز بين التوتر والخوف  فالتوتر يمكن تجنبه بالابتسامة ولكن الخوف يحول دون الابتسام بالمرة! لذا لابد أن يحاول المرء التغلب على القلق وان يزرع ابتسامة على وجهه لأن ذلك يساعد في تخفيف الجو ويمهد الطريق أيضا أمام المزيد من الاسترخاء.

 

وهنـــا الســـــؤال الحرج كيــــف يمكن لإنسان تشـــــاجر لتوه مع زوجته أو يفكر بمشكلة مالية أو غيرها أو يفكر كيف سيواجه الحياة!! كيف لهــــذا الشخص أن يبتسم؟ أي أحد فينا سيقول أن هذا مستحيل!!

 

ولكن الدكتور شتوكر يؤكد أن الأمر يتم بتمرين بسيط  التنفس بهدوء وعمق يساعد في جعلك تبتسم. كما أن التنفس العميق يخفض ضغط الدم  وهذه العوارض كلها تتيح الفرصة لهدوء الأعصاب وبالتالي تجنبك المخاطر ليس أن الابتسام يقلل الحوادث بل انه يساعدك كثيراً في التعامل مع حركة السيارات. والتجارب دلت على أن الشخص المتوتر الأعصاب يرتكب من الأخطاء ثلاثة أضعاف ما يرتكبه الشخص الهادئ الأعصاب والمبتسم  كما يمكن للمرء أن يوحي لنفسه بالمشاعر التي يريد..

 

وأن يستعيد في ذهنه نكتة أو موقفاً محرجاً أو غير ذلك فيجعله يبتسم. وأخيرا “الحياة لا تستحق أكثر من ابتسامة رائعة” مهما بلغت بنا الهموم والمشاكل.