كاد قلبي الصغير أن يتوقف حين استدعاني معاون المدير الى مكتبه ذات يوم. الأستاذ مجيد عورة كان عصبيّ المزاج، حاد الطبع ولا تأخذه في الحق لومة لائم، كما كان يردّد. لقد اشتكتني عنده مدرّسة الأحياء، الست دنيا الحلوة. كنت قد أخذت بنصيحة صديقي محمد دگمة وكتبت لها في ورقة الامتحان: عيون القلب سهرانة ما بتنامشي، وشفعتها بقلب حب يخترقه سهم مشعّب وعند طرفي السهم رسمت الحرفين الأوّلين من اسمينا ( د. أ ). شطبتْ على الورقة ومنحتني صفراً وسلّمت الورقة الى السيّد المعاون. كنت أقف خلف الباب خائفاً، أرتجف مما سيلحق بي. وبعد لحظات مثلت أمام مجيد عورة مستجوباً، بفتح الواو. كانت الست دنيا تجلس قريبة منه، تضع رجلاً على رجل وتنظر لي بتشّفٍ. وبّخني مجيد وقرص أذني وطردني ثم وقّع على قرار فصلي من المدرسة اسبوعاً كاملاً حتى دون الرجوع الى مجلس الإدارة. خرجت ذليلاً منكسراً أجرّ أذيال العار، ولكني وبينا كنت أغلق الباب عليهما كما أمر، سمعته يقول لها: هاا، شنو رايك يا مشمش؟ وهي تردّ بغنج: لا عفية مجّودي، لتگول مشمش، خجّلتني. كان دگمة بانتظاري عند الباب. قصصت عليه ما جرى، فقال لا عليك، سآخذ لك الليلة بثارك. سألته: زين، انت سمعت شلون يتغزل بيها وهي تتمضحك؟ فردّ: إي سمعتها تتغنّج أم الهَو هَو، ما عليك منها، هي من زمان عدها علاقة بمجيد عورة.. چا ليش ورّطتني وياها ابن الكلب؟! المهم بالليل رحنا على بيت استاد مجيد وفشّشنا تايرات الفيات مالته، ثم رششنا باب بيته بالبول وهربنا.. يطبّه طوب ليش يتغزّل بالمشمش مالتي؟!
|