البرلمان يذكرني بنادي الكلية

 

 اتابع في اغلب الاحيان جلسات البرلمان التي تبث على الهواء مباشرة.وعلى الرغم من اني لا احظى دائما بمتابعة الجلسة كاملة لاسباب منها فترة عملي الا اني احرص على معرفة القوانين والتشريعات,والمشادات الكلامية التي تحصل بين النواب اسوة بباقي برلمانات العالم.

 

  احيانا اتخيل ان نواب مجلسنا هم اسعد الناس على ظهر الكرة الارضية.نعم هم متصالحون مع انفسهم,ويواظب اكثرهم على الالتزام بضوابط عمل المجلس.ومن خلال متابعتي اشاهد الرضا الذي يرتسم على وجوههم النظرة.ولا اعرف لماذا اتذكر دائما نادي الكلية حين اشاهد لقطات تصور تجول تلك النائبة بين الصفوف او وقوفها للحديث في الصف الاول مع نائب في وقت يتكلم فيه رئيس المجلس او يتداخل بنائب بنقطة نظام.

 

  حركة دائبة ذهابا وايابا,واحيانا ينحني النائب لقول كلمة خطرت له لزميل له,ثم يبتسم.كل هذه الصور تعكس جو السعادة الناعم الذي يخيم على نواب الشعب الذين يريدون ان يرفعوا بنا الى دنيا اخرى من خلال كل ما يقرونه من تشريعات.

 

 اعترف اني انشعل بمتابعة الوجوه,واراقب الحركات  هنا وهناك بقدر كرم عين الكاميرا معي,واتمتع بالمشادات,وحوار قناني الماء الفارغة المقذوفة تعبيرا عن عراك جديد حداثي غير كلاسيكي.كل ذلك يشغلني عن فائدة القوانين التي لا اراها مطبقة على ارض الواقع.وهذه مشكلة خطيرة جدا ان يولد القانون عاجزا لان سيظل في حدود الورقة التي كتب بها.