وداعاً يا اقصى

 

من سرق فلسطين واغتصبها وشرد اهلها…لا يقف امام حجر يقذفه مؤمن بارضه وشعبه ولا مؤتمرات احتجاج ولا الخطب الحماسية لن يمنعه كل هذا من اتمام مخططه… فلسطين “دولة يهودية” عاصمتها القدس لذلك لا مكان فيها لدين اخر او لعنصرية اخرى واستكمالاً لهذا وتحقيقاً لذاك يتوجب ازالة كل ما يرمز عكس الشكل والمضمون…ومن اجل ان يكتمل تهويد القدس بشكل كامل يجب ازالة كل المعالم التي تخالف هذا الشعار…ومسجد الاقصى وقبة الصخرة وكنيستا المهد والقيامة الرموز الحية المتبقية عن تاريخ فلسطين الحقيقي وتكوينها العربي.

اسرائيل لديها رمز ديني هو الحائط المبكي…مازال في مكانه يؤمه اليهود لاداء مناسك عبادتهم لم يزله الفلسطينيون ولم يمنعوا اليهود من زيارته واداء واجباتهم الدينية طيلة وجوده تحت سيطرتهم

اسرائيل اليوم قائمة بالشكل الذي هو امامنا وصلاتها بالعديد من دول المنطقة التي تحمل الهوية العربية تتمدد سراً وعلناً وتلقى غض النظر عن تصرفاتها مما يعكس اللامبالاة والتشجيع…

اقولها بكل صراحة ووضوح هذا البكاء والنحيب والعويل والصراخ ورمي الحجارة لن يجعل اسرائيل تحجم عن اتمام مخططها بالاستيلاء على الاقصى وقبة الصخرة فهي تقضم قطعة قطعة تثير الضجيج والصراخ ليصبح الامر اعتيادياً وروتينياً ويعتاد العالم على هذا الامر….

انني اتسأل هل الاقصى وقبة الصخرة للعرب وحدهم هل هو رمز قومي ام ديني…. اين باكستان وافغانستان واندونيسيا ووو ممن ترتفع اصواتهم ويعلو صراخهم احتجاجاً على نشر صورة وانزال راية او صدور تصريح اين الملايين…. اين السطوة والنخوة اين الاموال اين داعش ومن تطوعوا لقتل ابناء دينهم وقوميتهم اين الاموال والرجال؟ ان ما صرف من مال ورجال ومعدات من اجل تفتيت العراق وسوريا واليمن كاف لمسح اسرائيل من الوجود ومن الحدود الى الحدود…. ولكن كيف يتغير التكوين فتجعل العبد سيداً…” لا تشتر العبد الا والعصا معه”

اقول بكل صراحة لاهل النفاق والوقاحة ان اسرائيل ستزيل الاقصى وقبة الصخرة فالسكوت هو علامة تعجب وما يقابل تحركات اسرائيل من سكوت وصمت يشجعها ويقويها وهي تتحرك بشكل روتيني يومياً لكي يصبح الامر اعتيادياً عندها تحدث اللطمة….وبعد ان يتم هضم ما يحصل تبدا المرحلة الثانية بازالة المعالم المسيحية “كنيسة المهد” و”كنيسة القيامة” ….لا وجود في اسرائيل لاي رمز او اشارة يخالف “اسرائيل دولة يهودية”

اسرائيل تلقى التشجيع المباشر وغير المباشر بصمت ابلغ من الكلام يرسله اليها الحكام الذين اتقنوا التصريح بالكلام الفصيح عن التضامن العربي الذي ذهب مع الريح من الارض الى المريخ…..

وياعدواً افعل ما تريد وابني دولتك كما تشاء وتستريح …. فالعرب ذهبوا مع الريح….

يا عيب الشوم: اليهود شعب الله المختار والعرب شعب الله المحتار..

واقدساه…واقبة الصخرة . وا المسجد الاقصى ….لم يستطع الكلام حماية بيت الله الحرام….

اما من معتصم يسمع نداء الاستغاثة فيهيب ليقول لبيك ، ياقدس، فداك  يا اقصى…..

ام اننا اليوم مع قادة لا يسمعون ولا يرون شعبهم يسحق ومقدساتهم ورموزهم السماوية تداس وتدنس …. وتردد مع عمر ابو ريشة:

رب وامعتصماه.. انطلقت

ملء افواه البنات اليتم

لامست اسماعهم ولكنها

لم تلامس نخوة المعتصم

امتى كم غصة دامية

خنقت نجوى علاك في فمي

اسمعي نوح الحزانى

وانظري دمع اليتامى وابسمي

ودعي القادة في اهوائهم

تتفاني في خسيس المغنم

ألاسرائيل تعلو راية

في حمى المهد وظل الحرم؟

اي امة هذه الامة التي تستباح اوطانها وتستعبد شعوبها وتمزق اوصالها فلا ترف لحاكم من حكامها شعرة جفن ولا تدمع عين ولا يقشعر جسد ولا تثور كرامة وكأن الذي يجري هو قصة تاريخية يقرؤها في كتاب هذا الذي يجري اليوم في العراق وسوريا واليمن وفلسطين الا يستحق تحركاً يزلزل الارض ومن عليها الا يستحق خطايا او كلمة…. يسحق شعبنا سحقا يقتل بالألاف تهدم البيوت والقرى والزرع والضرع فلا يتحرك منا مسؤول ولا نسمع استنكاراً ولو بتصريح كلامي.

اقولها بكل وضوح وصراحة اسرائيل تستحق ان تكون دولة لانها تحقق ما تريد وتنال كل ماتريد…

جاؤونا (شذاذ اّفاق) فاحتلوا ارضنا وطردوا شعبنا هم حفنة ونحن جحافل….. هم حكومة مزعومة ونحن حكومة حقيقية .

هكذا جاؤوا وهاهم اليوم، حكومة فعلية قائمة حازمة وقبضات مهددة….. ونحن حكومات عائمة على بحر الاوهام مهددون في ارضنا وكرامتنا وحياتنا….

لا يلام الذئب في عدوانه

ان يكن الراعي عدو الغنم

ومن يهن يسهل الهوان عليه

وداعاً يا اقصى