الكوليرا بين عثمنة السدود وعراقة القبائل |
تفشي مرض الكوليرا في بغداد وبهذه السرعة يضع علامات استفهام عديدة وتدعونا للتساؤل عن اسبابها ، ولم اصبحت بغداد معرضة اليوم للوباء الكوليري وفيما لو بقيت العلاجات لاحتواء هذا المرض على هشاشتها وتسير ببطء . عموما الكل يعلم سبب تفشي ” جرثومة الكوليرا ” والتي يقع في مقدمتها المياه الراكدة والمياه غير الصالحة للشرب وعدم النظافة والبراز في المياه الراكدة … الخ . وربما انخفاض مناسيب مياه نهري دجلة والفرات و?سباب سياسية ، دعت الحكومة التركية لبناء السدود العديدة عليهما والتحكم باطلاقات المياه كوسيلة من وسائل الضغط على الحكومة العراقية من اجل تنفيذ اجندتها والتوغل في الشأن العراقي كان نتيجتها فرض شخصيات قيادية سنية تعمل لحسابها ودعمها لتشكل قوة مضادة توازي على اقل تقدير القيادات الشيعية العاملة لايران ووفق مايسمى بنظرية التوازن الحكومي في ادارة الدولة وحسب وجهة نظر الاتراك . اذن ركود المياه كان اهم اسباب تفشي هذا الوباء القاتل والذي جاء بفعل غير انساني من قبل الجانب التركي والذي راح ضحيته الى الان العشرات من الضحايا في بغداد وبقبة محافظات الوسط والجنوب. وفي خبر ذي صلة يؤكد صحة ماذهبنا اليه في اعلاه، ما سرب من معلومات تفيد ان خاطفي العمال الاتراك الـ 16 والذين اختطفوا من مدينة الصدر قبل ما يناهز الشهر ، طالبوا الحكومة التركية بشروط عدة كان من بينها اطلاق كميات اكبر من المياه تصل الى مامقداره 1000 م^3/س . بينما مايطلق الان ?يصل الى 300 م ^3/س ، وفيما تقول الحكومة التركية انها بصدد اطلاق ماحجمه 500م^3/س من المياه . وبما ان العراق الان في حرب ضروس ضد داعش يتحتم علينا نحن كمراقبين من ان نتوسع في مسالة البحث عن السبب الحقيقي والايادي الخفية التي ربما كانت هي السبب لتفشي هذا الوباء وخصوصا في منطقة ابو غريب حيث سجلت الى الان مايقارب 200 اصابة وحسب آخر احصائية قامت بها وزارة الصحة العراقية . فلا نستبعد من ان تقوم مجاميع داعش بسكب ملايين الالتار من الملوثات الجرثومية الضامة للكوليرا في نهري دجلة والفرات كوسيلة اخرى من وسائل مايسمى بالحرب القذرة . وليصبح النهران بعدئذ ك ” نهر الفانغ البنكالي المحمل بجينات ضامه للكوليرا ” والذي تسبب بازهاق عشرات الالاف من الارواح . قبل ان يتكون ذلك الجين الوراثي المقاوم للكوليرا لمجاميع عرقية ?زال قسم من اجيالهم يعيش على قيد الحياة الامر الذي دعا علماء الامراض الى ان يجعلوهم مادة للبحث العلمي . وفي العودة الى مسببات المرض نقول ربما قامت داعش ايضا بشراء ذمم بعض العمال البسطاء من العاملين في مشاريع تحلية المياه بواسطة تهديدهم أو اعطائهم مبالغ مالية وحتى يسكبوا تلك الجراثيم في احواض التحلية . سيناريوهات كثيرة تكاد تعصف بالامن الصحي العراقي والتي ?نريد من ذكرها خوفا باتهامنا بما يعرف بـ ” نظرية المؤامرة ” . ولذا لنبقي افكارنا خاليه منها ولنركز في كيفية احتواء هذا الوباء القاتل وهذا الامر ليس فقط من مسؤولية الجهات الصحية فحسب بل على الحكومة العراقية ان تستنفر كافة امكاناتها من اجل وضع الخطط اللازمة لكبح جماح انتشار هذا المرض المميت بين مدن وقصبات العراق كافة . وان تشرع من الان بوضع البرامج التثقيفية للمواطنين . وهذا من واجب وزارة الصحة والمنظمات الانسانية ومؤسسات المجتمع المدني المختصه بالجـــانب الوقائي والتامين الصحي .
|