دائماً .. الاجراء بعد المصيبة

 

يدرك اكثر الذين قرأوا عن الحروب وشاهدوا الوثائق التي أرّخت أحداثها ومآسيها ان هذه الحروب لا تجلب للاوطان التي تحدث فيه غير الكوارث بأنواعها . هذا عن القاريء .. فما بالك بمن عايشها وشاهد بعيونه المبصرة رعب القتل ومرارة فقدان الاحبة وحزن مغادرة الدار مرغما ؟

 

من أبرز فواجع الحرب واكثرها فتكا بالارواح ، الامراض ، لذلك تتخذ الحكومات الحريصة على مواطنيها كافة الاجراءات الوقائية التي من شأنها منع خسائر الارواح  قدر تعلق الامر بامكانات البشر . وفي كل ميزانية نرى في هذه الدول تخصيصات للكوارث المحتملة  كالفيضانات وتقلبات الطبيعة والامراض . وقبل هذا تامين الكوادر الصحية المتخصصة بمواجهة ألكوارث . 

 

في العراق ومنذ ظهور فاجعة النازحين وما حدث هذه الايام من تفشي الكوليرا يتضح ان الحكومة وبالتحديد وزارة الصحة لم تخطط لمواجهة الامراض الناتجة عن فقدان المياه الصحية للنازحين  بل اي نوع من مياه الشرب التي تجري في حنفيات البيوت وكأنها لا تعرف أنعكاسات شحة هذه المياه على حياة هذا البشر ما يجعلنا نعتقد بان الوزارة تعتبرهم من الدرجة الالف في السلم البشري .

 

ألماء مفقود ... الدواء شحيح ...واذا توفر فأنه ينقل في حوضيات غير صالحة او انها تستخدم لنقل فضلات البشر من دورات المياه فالرقيب غائب ومغمض العيون ( الله يعميها )  ... الكوادر الشريفة هُجَرت بشكل مبرمج وعلى مديات زمنية ... الكادر الباقي لايدري متى يدخل عليه قريب لمتوفي فينهي حياته أو يشبعه ضربا واهانات ...كل هذا على مرأى من حيتان الفساد في الطبقة العليا من وزارة الصحة  من لا هم لهم سوى سرقة الميزانية المخصصة لوزارتهم ..وتجيير مبالغ العقود لذواتهم .

 

لم تنحسر الكوليرا في اماكن النازحين بل قدمت الى بغداد فافاقت السيدة وزيرة الصحة ومن معها من غفوتهم ليعقدوا خلية ازمة تمنع التصاق  الجرثومة باجسادهم او اجساد عوائلهم المقدسة . فهل يعقل ان تشكل خلية الازمة اثناء الكارثة أم يفترض وجود هذه الخلية مع خططها وسياقات عملها والتدريب عليها في الظروف الاعتيادية لتثبيت السلبيات ودراستها للحيلولة دون وقوعها أثناء ألمكروه ؟

 

الذي نشهده اليوم يدل على عدم وجود خطة ولا توفر موارد بشرية او مادية  للمعالجة .  أين ذهبت أموال الناس يا وزيرة الصحة ؟؟ 

هل تؤمنين بأن الارواح التي أزهقت بسبب عدم اكتراثكم ستكون خصيمكم في الدنيا والاخرة ؟ ألأيام بيننا والله يمهل ولا يهمل .

 

ملاحظة :- الكوليرا وصلت الكرادة واعتقد ان قادمات الايام ستشهد هجرة وقتية لحيتان السلب والنهب 

            من هذه المناطق حتى تنظف و ربما تسبقهم الجرثومة في الحلول ضيفا ثقيلا على أمعائهم ومعدهم 

            قبل فرارهم .