الشبلي يملك أجواء بغداد

شد انتباهي احد مطاعم العاصمة بغداد في منطقة الجادرية بتصميمه الهندسي الرائع من الخارج هذه التحفة المعمارية زرعت في داخلي الفضول الصحفي للتعرف ما يحتويه هذا الصرح من تفاصيل هندسية وأماكن ترفيهية وفي الوقت نفسه كنت متخوفا من الأسعار لان تكون غالية لا يسدها جيبي الفارغ ، و بالفعل وفي احدى أمسيات بغداد الحبيبة دخلت من البوابة الرئيسية لمطعم اجواء بغداد هذه البوابة المملوءة بالحرس والعناصر الأمنية ، ومتثاقلاً في خطواتي واتجهت الى الكافتيريا المصممة بصورة جميلة فوق سطح المطعم لأحتسيَ كوب شاي ومن سوء حظي  ان المكان كان مزدحماً بالزبائن ولا يفصل بين طاولة واُخرى سوى بضعة سنتمترات وفي زحمة المكان وكثرة الكلام والأحاديث المتبادلة على طاولات الكوفي شوب ، صعقت بحديث دق مسامعي خرج من الطاولة الملاصقة لطاولتي من الخلف وكان هنالك أشخاص محترمين وعلى ما يبدو ويظهر عليهم في الشكل والملبس و ( هندامهم ) انهم ضباط او رجال اعمال كبار ، حيث تبادلوا الحديث فيما بينهم بالقول : ان مالك هذا المطعم هو مدير النجدة السابق اللواء صباح الشبلي وعين فيما بعد مدير أمن مقر وزارة الداخلية قبل ان يحال على التقاعد بسبب تورطه بملفات فساد مالي واداري وتعيين أقاربه والمقربون جداً من عائلته في الوزارة كفضائيين تم اكتشافهم مؤخراً ، وزادوا بالقول ان الشبلي كون ثروة تقدر بالمليارات خلال سنوات قليلة كانت كفيلة بتشييد هذا المطعم العملاق في ارقى مناطق بغداد من أموال الشعب العراقي المحروم والأسماء الوهمية والفضائيين في وزارة الداخلية بالاضافة الى شراءه بناية في شارع السعدون ومكاتب للصيرفة ومحلات عملاقة في مولات بغداد !!! وأرصدة مالية في بنوك حكومية وأهلية في داخل العراق وخارجه تكفيه للعيش مئات السنين وتسد مصاريف عائلته وعشيرته الى يوم الدين .

أشعلت سيجارتي لارتشف الدخان بحرقةٍ كبيرةٍ غير مصدقٍ ما سمعته من هؤلاء البشر لهول الكلمات التي نزلت على راسي كالصاعقة المجنونة و تبادلت مع سيجارتي أسئلة لا نهاية لها سرقت مني موعداً مهماً مع احد الأصدقاء ومن بين أكوام الأسئلة هي ماذا يحدث لنا ؟ أين غضب الله من هذه الثلة الفاسدة والمافيات السارقة ؟ كيف يمكن ان يحال سارق وفاسد الى التقاعد ؟ ولماذا لم يقدم الى القضاء لينال جزاءه العادل ؟ من يطمطم له هذه الملفات الكوارثية والمخزية ؟ ما الطرق التي اتبعها لتكوين هذه الثروة المليارية ؟ وأي عقلية فاسدة يمتلكها الشبلي واتباعه طرق واساليب لا تخطر على بال الشيطان ؟! ، من يسند الشبلي وامثاله من عصابات ومافيات سياسية وحزبية ؟! وبعد ان فقدت الثقة بعدالة القضاء أين هي عدالة السماء لماذا لم تقتص من الحيتان والقطط السمان سراق قوت الشعب والمتاجرين بدماء ابنائه والمختلسين لحقوق الشهداء والأبرياء والأرامل والمفقودين ؟! ، وأسئلة كثيرة مؤلمة لم اجد لها اجابات تشفي الغليل وتريح البال حتى فقدت اخر أمل في ان ارى عراقاً مزدهرا خالٍ من الفاسدين والسارقين والعابثين بمقدراته وسمعته في ظل ضمور واندثار الجهات الرقابية والحسابية التي لا تقل فساداً عن باقي المؤسسات الحكومية حتى باتت اداة يحركها المسؤول الفاسد كيفما يشاء ولن يبقى لنا من بصيم أمل لنرى هذه العصابات في مأزقٍ كبير سوى يوم الحساب حتى يأذن الرب بتعذيبهم أشد العذاب ، وانا لله وانا اليه راجعون .
ملاحظة ؛ دفعت ستة آلاف دينار لقاء شربي كوب شاي بالليمون ! .