* يواجه المواطن في كل عام إرتفاعاً الكبيراً في أسعار السلع الاساسية * بعضهم يؤجل عملية شراء ملابس أطفاله الى ما بعد العيد * تحديد الاسعار ومراقبة الاسواق للحد من جشع التجار
ساهم الغلاء الفاحش والارتفاع الكبير في أسعار مختلف السلع الاستهلاكية في أفساد الفرحة عند إستقبال العوائل عيد الاضحى المبارك ، فهذه الارتفاعات في أسعار الخراف ومواد الحلويات والملابس لاسيما الاطفال ، جعل بعض الناس غير مستعدين هذا العام من القيام بما تعودوا عليه كل عام وفضلوا أساليب أخرى تخفف عنهم هذه المعاناة .
فهل ستسهم هذه الارتفاعات في الاسعار الى إفساد فرحة المواطنين ؟ ولماذ تتغير الاسعار فجاءة بعد أن كانت مستقرة وبعضها مناسب للشراء ؟ وكيف يمكن للجهات المعنية السيطرة على الاسعار لادخال فرحة العيد في قلوب الناس ؟ . شريحة من المواطنين تحدثوا الى جريدة (( بغداد الاخبارية )) حول هذه الظاهرة .
بدائل أقل تكلفة قال ياسين عبد الله حامد ( موظف ) نحن نواجه في كل عام إرتفاعاً كبيراً في أسعار السلع الاساسية من دون مبرر ، سوى هذا الجشع الذي يجتاح التجار وأصحاب المحال التجارية في هذه المناسبة السعيدة ، وبسبب الغلاء وإرتفاع الاسعار ، قمنا بترك كثير من الطقوس وإتجاهنا الى بدائل أخرى أقل تكلفة لنا .
ما بعد العيد ولا تفكر ماجدة جبر علوان ( موظفة ) بشراء ملابس العيد لاطفالها ، وربما تشتريها ما بعد عيد الأضحى ، كي تتراجع أسعارها التي أصابها الجنون بصورة غير طبيعية ، فراتبها الشهري لا يمكنها من إنجاز ما تريده من خلال إستغلال التجار حالة الإرباك والطلب الكبير على الألبسة والقيام برفع الأسعار والبيع من دون الشعور بمعاناة الناس ، في حين تراهم ينادون ويتوسلون الزبائن للشراء بعد إنتهاء فترة العيد وأقسمت إنها سترتدي ملابس عيد الفطر الماضي ، بعد أن سمعت هذه الأسعار الخيالية على الملابس عند زيارتها مع أبنائها .
تجار لا يرحمون أما مهدي سالم محمود ( صاحب محل لبيع الملابس ) قال جميع البضاعة المعروضة حالياً في الاسواق جديدة ومستوردة ، ولا ينفع معها أي تساهل بالاسعار أو وضع بعض التنزيلات عليها ، ومن الممكن أن نقوم بعمل تخفيضات بعد مدة من إنتهاء موسم العيد ، وقد لاحظت إن الطلب على شراء كسوة العيد أقل مما هو متوقع عن السنوات السابقة ، وأغلب العوائل ستكتفي بملابس عيد الفطر لأولادها لتشتري لهم لاحقاً ملابس شتوية ومعاطف ، سيما وأن غالبية التجار ، لا يرحمون متسوقي العيد.
أعذار غير مقبولة في حين تقول حنان داود جبار ( ربة بيت ) شهدت أسعار الملابس الجاهزة إرتفاعا مخيفاً ، خصوصاً ملابس الاطفال مع قرب عيد الاضحى المبارك ، حيث قفزت الملابس النسائية المستوردة معها بصورة واضحة ، وهناك فارق كبير في الاسعار عن السنة الماضية ، وقد وضعنا اللوم على أصحاب المحال باستغلال موسم العيد برفع أسعار تلك السلع , وبالذات الملابس النسائية الجاهزة ، وكذلك الأقمشة وإن المبررات التي يقدموها التجار لتبرير إرتفاع الاسعار ليست منطقية وإنخفاضها بعد العيد ، أكبر دليل على إنهم يستغلون الاقبال والطلب الكبير على بضائعهم .
أسواق ابطالة وجد باسم غريب محي ( سائق أجرة ) أن أسواق البالة هي المكان الأفضل للشراء في زحمة الأعياد وإرتفاع الأسعار ، وأنه سوف يتجه في العيد لها ، كون أسعار ثيابها معقولة جداً وجودتها عالية ، فأغلب القطع الموجودة تكون أوروبية أما البضاعة الجديدة المتواجدة في السوق تكون أسعارها مرتفعة مع إنخفاض جودتها ، وعزم على عدم البوح لهم وخاصة الصغار بأنه إشتري لهم ثياب العيد من البالة .
تجار الالبسة أبدت مروة فؤاد عباس ( طالبة جامعية ) عن خشيتها من حذو بعض تجار الالبسة الجاهزة مع أقرانهم من تجار المواد الغذائية من خلال قيامهم برفع أسعار منتجاتهم قبل حلول عيد الاضحى لانه قد يعد عملاً لا يمت بالاحساس الوطني بالاخرين ، ومحاولة لمن إرتضى لنفسه إستغلال الظروف للثراء الفاحش على حساب الملايين من الفقراء الذين كانوا ينتظرون ، أن يكون أصحاب المحال سنداً لهم لا ضدهم .
أقل الاسعار أكد حمادي محمد جاسم ( عامل ) على إن الوضع المالي المتردي الذي يمر به يمنعنه من التفكير في التوجه صوب المحلات التجارية التي تحوي الملابس المستوردة في مواسم الأعياد , وأنه يفضل دائماً الشراء من محلات التي تعرض أقل الاسعار لابنائه ، حيث تضم ملابس جيدة جداً ، ليأتي دور زوجته بالقيام في عملية غسلها وكيها ، وعرضها عليهم ، وكأنها ملابس جيدة ، فيلاحظ أنهم يعجبون جداً بها وليس هناك داع لأخبارهم بأماكن شرائها . الملابس الجديدة أوضحت منى سعيد خميس ( خياطة ) بقولها دائما ما اقوم بالتجول في ألاسواق باستمرار ، وإن أكثر ما يلفت نظري الأحذية والجلديات، فأحذيتهم أصلية ومريحة ، وتتشابه مع الاخرى وأسعار تبدو مقبولة ، ولكن للغلاء الفاحش للبضاعة الجديدة وجشع التجار ، منعني من إقتنائها نهائياً ، أما الملابس فاني أحاول شراء تشكيلة جميلة منها تسد كل أحتياجاتي في العيد ، ولكن بصراحة تبقى للثياب الجديدة في العيد بهجتها الخاصة, ولكن إرتفاع الأسعار يمنع الفقراء من أمثالنا التفكير بالملابس الجديدة .
عملية البيع ذكر حسين ماهر حميد ( صاحب محل لبيع الاملابس ) بقوله تعد العوائل مواسم الأعياد فرصتهم لشراء البضائع الجديدة ، خاصة للأطفال ولكن العيد هذه المرة يختلف عن مواسم الأعياد الماضية، وقد لاحظت وجود أسواق كثيرة للبالة ، غير إن هذا الامر لم يؤثر على عملية البيع قدر تأثير البضاعة الاسيوية لما تحظى به من موديلات حديثة لكنها ليست ذات جودة عالية ، فالإقبال على محلي في العيد من قبل الزبائن ، إن كانوا من الفقراء أو الأغنياء ، لا يغير شيء ، المهم أن يجد الزبائن ما يفي حاجاتهم بأسعار معقولة وجودة عالية .
دخل المحدود شددت سها عبد الامير رحيم ( ربة بيت ) على إن من الطبيعي إتجاه ذوي الدخل المحدود والوضع المادي الصعب إلى أسواق البالة أو المحال التي تعرض بضائع باسعار منخفضة ، لشراء ثياب العيد حتى ولو لم تكن تلك الثياب تفي باحتياجاتهم ، لأنها تبقى أفضل من عدم الشراء, فالجديد شهد إرتفاعاً ملحوظاً في الأسعار, نتيجة رغبة الزبائن شرائها بمناسبة عيد الاضحى ، وهذا الطلب المتزايد على السلع إنعكس سلباً على الناس من خلال عملية إستغلال ضعاف النفوس من الباعة في مضاعفتهم أسعارهم بصورة رهيبة .
آخر الكلام من المعروف إقتصادياً أن السوق المفتوح على مختلف البضائع المحلية والأجنبية ، يخلق جواً من المنافسة بين البائعين بعرض البضائع ذات الجودة العالية بأسعار أقل لزيادة ربحهم اليومي ، ولكن ما يلاحظ في الأعياد تصبح المنافسة في الأسواق على أشدها ، عن طريق رفع الأسعار من قبل جميع التجار وأصحاب المحال التجارية وحتى أسواق البالة ، حيث أصبحت الاخيرة تشهد إرتفاعاً بالأسعار نتيجة تنبه أصحابها إلى إتجاه الناس لها في ظل غلاء الثياب الجديدة ، فضاعت فرحة العيد وسط هذه الامواج التي تقاذفت المواطن بينها من دون رحمة ، فلو قامت الجهات المعنية بمراقبة الاسواق وفرض أسعار لكل حاجة ومعاقبة كل من يريد الاخلال بالقانون ، لما جعل غالبية المواطنين يشعرون بالاسف على حالهم في جميع الاعياد وهم لا يستطيعون شراء ملابس لاطفالهم وسط حرة وألم المعيشة الصعبة
|