فضلا عما يصادفني من مواقف عديدة تتعلق بملفات اللاجئين الى اوروبا.. ايضا اتعمد الحديث مع المترجمين الذين يحتكون كثيرا بطلبات اللجوء المقدمة من قبل المهاجرين واسألهم اسئلة عامة لا تخل الاجابة عنها بضوابط المهنة او الافصاح عن هوية اشخاص بعينهم.. وقد لامست نتيجة ذلك تفاصيل، حقائق وغرائب لها اول وليس لها آخر عن انتقاص الباحثين عن لجوء من بلدانهم، مجتمعاتهم وكل ما يتعلق بهم بطريقة مفرطة بالسوداوية. قادمون من بلدان عربية واسلامية شتى وخصوصا من العراق، هؤلاء وفي مقابلاتهم الاولى يدوّنون اقوالهم عن الوضع في بلدانهم، يتحدثون بكل ما يمس لها بسوء، يضيفون من عندياتهم عشرات القصص المختلقة، بحق او بباطل فانهم يرسّخون صورة سيئة وسلبية بإفراط امام سلطات البلدان التي يلجأون اليها وكثيرا منهم يمارس تلك الهواية ايضا في وسائل الاعلام خصوصا في ايامه الاولى. الغاية تبرر الوسيلة، وكل الاساليب مشروعة في سبيل الحصول على الاقامة، واذا كانت تلك الغاية تبرر للشخص ان يشوّه صورة بلده وبيئته ومدينته اكثر بكثير مما هي مشوّهة فلا يلومنّ من يقوم بذلك احدا حينما تبدو صورته وصورة البيئة التي ينتمي اليها بائسة وسوداوية في نظر المحيطين به، وليس له ان يستحضر حماسته ووطنيته دفاعا عن وطنه حينما يزعجه خبر هنا في وسائل الاعلام الغربية او موقف هناك! اصادف كثيرين تستفزهم صورة البلدان العربية البائسة في الاعلام الاوروبي وحتى الشعوب الاوروبية وينتفضون فجأة لوطنهم المستباح، ونسي اغلب هؤلاء انهم رسخوا تلك الفكرة بشكل او بآخر! انهم ساهموا بإدانة مجتمعاتهم، هويتهم الاولى وكل ما يتعلق بهم ما ان وصلوا الى اوروبا. نعم قد يكون من الترف والعبث الحديث مع الوافد الجديد الى اوروبا بضرورة ان يقدم ملفا مقنعا ومتوازنا في سبيل الحصول على الاقامة، لا يخلط فيه الحابل بالنابل، خصوصا وان صاحبة الحاجة اعمى لا يرى الا حاجته، لكنك عزيزي اللاجئ حينما تقوم بذلك فعليك ان تقبل ما تتعرض له من احراج نتيجة نظرات الاخرين الدونية لك وللرقعة الجغرافية التي قدمت منها، وجمّد عنفوانك الوطني الى اشعار آخر.
|