انا والعبد والكوليرا.. ازهر جرجيس


قبل ساعة طلعت لگيت السيّارة مشخوطة، وواحد كحولي واگف قريب منها وبيده بسمار. باوعت عليه. رفع لي أصبعه الأوسط. عمره خمسين سنة تقريباً. ملابسه قديمة وممزگة وريحته تكتل. وصخ. ما سابح منذ بدء الخليقة. لابس قبوط عتيگ. حاط بجيبه صمونة بايتة وبالجيب الثاني قوطية بيرة. سألته شتريد؟ گال إطلع من أرضي. گتله وين أروح؟ گال إرجع لبلدك. گتله بلدي بيها داعش. گال وإنْ. گتله بيها عصابات وميليشيات وشقاوات. گال وإنْ. گتله بيها أحزاب فاسدة. گال وإنْ. بيها جفاف. وإنْ. صايرة ملعب للجوارين. وإنْ. ما بيها حرية. وإنْ. ماكو أمان. وإنْ. ماكو حقوق انسان. وإنْ.. وإنْ.. وإنْ..
حيل قاسي چان ابو الوصخ وما قبل بأيّ عذر. گتله زين خلّيني فد شويّة على ما تخلص شغلة الكوليرا بالبلد وأرجع، يمعوّد أخاف أروح أنصاب ويشتغلوني أُبر. گال لحظة لحظة، شنو گلت؟ كوليرا؟! گتله إي والله يا خوية كوليرا بسبب الماء الملوّث. گال ليش انت من أيّ بلد؟ من الكونغو؟ گتله لا. من نيجيريا؟ لا. من طنزانيا؟ لا. من جزر القمر؟ لا. گتله انا من العراق العظيم. أشو هذا صحى. رمى المسمار من يده وأجهش بالبكاء. إي وشرف عشتار، آلهة الحب والجمال والتضحية عند أجدادنا، بكى بكاءاً عالياً ثم خلع معطفه ورماه أرضاً وصار يلطم على رأسه.
الدورة انا انحرجت والناس التمّت علينا. يمعود هاي شبيك؟ شصارلك؟ تخبّلت؟ گال عيفني داده زهّوري عيفني خلّيني أموّت نفسي. گتله ليش؟ گال لَك هذا العراق شكبر اسمه ما لاگي ماي صالح للشرب؟! آخ يا بويه آخ يا يابه، اليوم الّا أموّت نفسي.
خطيّة كسر خاطري. گوّمته من الگاع. نكتت بنطلونه. لبّسته القبوط لأن ريحته فاحت، وگتله سهلة داده سهلة، هسه عديلة تحلّ الموضوع. هو مسح دموعه بطرف ردنه واعتذر مني على شخطة السيّارة والكلام العنصري. گتله ولا يهمّك، بسيطة. بعدين صعّدته بالسيّارة وأخذته للبيت أغدّيه. بالطريق واحنه على الجسر باوع لي. گال صدگ منو عديلة؟ گتله وزيرة الصحة. يا أخي وچانلك يفتح الباب ويزرگ من الجسر، وچرررووووب بالبحر. ولحد هسه ما أعرف ليش؟
بس لا ما عاجبه اسم الوزيرة. ‫#‏أبو_الگلگ‬