الكوليرا بصقة على وجوه الفاسدين

قمت بإجراء بحث في اللغة الانكليزية عن اخر دول انتشرت فيها الكوليرا كوباء ، مثلما هو حاصل في العراق الآن . كانت نتيجة البحث خيبة كبيرة لي ولأبنتي الطبيبة التي ساعدتني بإجراء البحث . في العام 2012 انتشر وباء الكوليرا انتشارا محدوداً في هايتي بعد ان ضربها زلزالاً مدمراً . لم يدم الامر طويلا بعدما تدخلت العمة الكبرى امريكا ، وارسلت كوادر طبية وتجهيزات ومياه صحية وجهد هندسي اعادت إنشاء منظومة المياه بسرعة فائقة وعالجوا الإصابات ، بعدها قاموا بحملات تلقيح للمناطق التي انتشر فيها المرض ، لقاحات الكوليرا الحديثة تعطى عن طريق الفم ، يبقى مفعول اللقاح نافذاً لستة اشهر ، بعد هذه الاجراءات الامريكية في هايتي ،انتهى وباء الكوليرا بسرعة مثلما انتشر بسرعة .

المرة الاخيرة التي التي انتشرت فيها الكوليرا كوباء ، كان في العام 2013 في دول افريقيا التعبانة ، انتشرت في تشاد وزمبابوي والكونغو ونيجيريا ورواندا والصومال وموزمبيق .

الكوليرا مرض يصيب الدول الفقيرة ذات الامكانات المحدودة التي لا تتمكن من توفير الماء الصالح للشرب وشبكات المجاري المتينة والبيئة النظيفة لشعوبها .

ابناء شعبنا المظلوم الذين صاحبتهم الماسي والويلات منذ انبلاج صباح البشرية على ارض وادي الرافدين الى يومنا هذا يدفعون دائما اثمان باهضة لقادة مغامرين وساسة فاشلين وعملاء صغار .

استمعت وشاهدت في الفضائيات ردود افعال البعض من ابناء شعبنا على كارثة انتشار الكوليرا ، لقد برع ابناء شعبنا في إجادة لعب ادوار الكوميديا السوداء ، اغلب إجاباتهم وتعليقاتهم حملت سخرية مرة قال احدهم : "الماء لا يصلح حتى للبناء" وقال اخر "لقد اصابنا الجرب من ماء غير صالح حتى للاستحمام ، فكيف لا تصيبنا الكوليرا"، لقد كانت تعليقاتهم الساخرة بمثابة بصقات على وجوه الفاسدين من الساسة ، الذين كانوا وسيبقون سببا بكل ما يمر بهذا الشعب الجريح من مآسي .

المسؤولية تضامنية والإخفاق تضامني ، الكل متسبب ومدان بكارثة انتشار الكوليرا وزارة البلديات محافظة بغداد وزارة الصحة امانة العاصمة وو ، ورئاسة الوزراء السابقة واللاحقة مسؤولة عن انتشار وباء الكوليرا .

قد يعترض البعض على وصف انتشار الكوليرا بالكارثة لان اعداد الموتى لا يتجاوزون العشرة وإعداد المصابين لا يتجاوزون المائة حسب الإعلان الرسمي ، لكن الاعداد الحقيقية اكثر بكثير من الاعداد المعلنة . سميتها كارثة لان عودة انتشار وباء الكوليرا مؤشر خطير جداً على انحدار العراق الى مستويات اوصلته الى دون مستوى دول افريقيا الفقيرة في جوانب كثيرة: الصحية والتعليمية وانتشار الامية والجوع والبطالة والجريمة والمخدرات وانعدام الامن وانتشار العصابات ، مضافا الى كل تلك الماسي داعش وماعش وعمالة اغلب الساسة وفسادهم ولصوصيتهم .

الكوليرا ولو انها آذت العراقيين ، لكن انتشارها جاء بالوقت المناسب ،لانه اعلان فشل مدوي وهي بمثابة نعال ضرب جبين الفاسدين والفاشلين من الساسة كل حين الى ان تنتهي مآسي العراقيين ، وهذا مالم ولن يحصل طالما ظلت "هل الشكولات نايمه على كلوبنا".

اذا كان مد شبكة مجاري متينة صعبا ، هل توفير الماء الصالح للشرب مستحيلا ؟..

قبل فترة انتشرت الكوليرا في افغانستان وفر الجيش الامريكي للمناطق المصابة لقاحات وماء صالح للشرب وانتهى الوباء بسرعة .

فهل يصعب على وزارة الصحة توفير لقاحات ؟.

هل صعب على محافظة بغداد والدوائر المسؤولة توفير ماء صالح للشرب ؟.

اذا كان ذلك صعبا دعونا نلطم وجوهنا وننتقد انفسنا لاننا انتخبناكم .

عليكم الاتصال والاستعانة بخبراء دولة تشاد الشقيقة في الفقر والتخلف وطلب مساعدتهم لانهم اخر دولة في افريقيا انتشر فيها الوباء وتمكنوا من القضاء عليه.

كنت اظن ان فضائح ساسة العراق على مستوى العراق فقط ، وكنا نظن ان العراقيين لوحدهم هم من يلعنون الساسة، بمعنى ان الساسة مغضوب عليهم على مستوى القطر اي قطرياً "على حد قول البعثيين" ، بعد حين اكتشفنا انهم. ملعونون قطريا وقوميا وأمميا ، هذه لعنات الدنيا والله يتولى حسابنا وحسابهم .

فديو لشيخ مصري يلعن ساسة العراق ، بعد هذا الفديو عليهم ان يدفنوا انفسهم وما سرقوه بالقمامة .



"وأنﱠ للصبرِ حــدّاً عند صاحِبهِ

مـِـن بعـِدهِ تَستوي الأنـوارُ والظلَم "