بينما تمر على بعض الدول العربية بصراعات ومخاضات واخرى دخلت الى ربيعها الذي ارادته الشعوب لا يزال العراق يمر بأسوأ كوابيس صيفه اللاهب ، فما بين مفخخات وكواتم الارهاب ومرورا بازماته المستمرة على كل الاصعدة لا سيما الامنية منها نجد ان الاخطر من بين كل ذلك هو الصراع السياسي الدائر بين احزاب السلطة نفسها ، والتي لم تترك وسيلة ولا اسلوباً الا واتبعته لتصفية وازاحة الخصوم ، ولعل الابرز منها هو التصفية الجسدية ، فالمتتبع للوضع السياسي يجد وبكل وضوح ان اغلب الاغتيالات التي طالت السياسيين هو عن طريق السياسيين الاخرين انفسهم وليس عن طريق ( الارهاب ) كما يدّعي البعض ، ولكن ظهر على الساحة نوع جديد آخر من التصفية الجسدية والهدف أيضا كان بعض الساسة إلا ان الغريب في الامر ان الفاعل هو جهة اخرى غير كل ما ذكرت ، فقبل ايام مضت تمت عملية اغتيال محافظ البصرة السابق ( محمد مصبح الوائلي) امام مرأى ومسمع الاجهزة الامنية وفي منطقة محمية ومطوقة امنياً ، وطبعا كعادتها اتهمت الحكومة وبدون تحقيق اولي الارهاب بهذا الفعل إلا ان الغريب في الامر ان ذوي القتيل وعشيرته لم يقتنعوا بهذه النتيجة بل وطالبوا بعدم غلق التحقيق لان المسألة ستصبح دولية لان قتلة الوائلي ليسوا القاعدة او الارهاب وانما هناك تصفية حساب قديم قامت به جهة مرتبطة بدولة او دول ، فمن يا ترى لديه المصلحة ويقف وراء هذه الجريمة ؟ من المعروف ان لدى محمد مصبح الوائلي اخ يدعى ( اسماعيل مصبح الوائلي) والذي كان احد المقربين من السيد الشهيد الصدر الثاني (قد) وقد قام اسماعيل قبل فترة بطرح سلسلة بحوث ورسائل اسماها ( انا والسستاني كتاب مفتوح ) وهي عبارة عن سلسلة رسائل موثقة طرحها عبر وسائل الاعلام وشبكة النت والتي يطرح فيها وثائق وحقائق خطيرة جداً تمس بالمباشر السستاني وابنه محمد رضا والحاشية التي من حوله والتي يبين فيها حجم الفساد الهائل والسرقات التي تقوم بها هذه المجموعة بإمرة محمد رضا السستاني وارتباط الاخير( اي السستاني ) ومنذ سنوات طويلة بالمخابرات البريطانية ووقوفهم وراء عملية اغتيال السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ونجليه ، كل هذا وغيره اثار حفيظة من يقف وراء اغتيال الوائلي اضافة الى فضح عمليات تهريب النفط التي كان يديرها محمد رضا السستاني وبالتعاون مع حسين الشهرستاني شقيق صهر السستاني والتي كشفها الوائلي ايضا وبالوثائق والتي لم تكن لتتوقف ( اذا توقفت اصلا) حتى تاريخ صدور هذه الوثائق اي منتصف عام 2011 ! اذاً من الواضح وشبه الاكيد ان المستفيد الاول من اغتيال الوائلي هم نفس الجهة التي تضررت من مواقف الوائلي واخيه خاصة اذا علمنا ان المرحوم كان ينوي الدخول الى المعترك السياسي من جديد وبقائمة مستقلة ليقود البصرة من جديد وجعلها ادارة مستقلة عن المركز (فدرالية ادارية) وبذلك يحرم الاخرين من سرقات النفط المستمرة . وقد يقول قائل ما دخل الاخ بأخيه فالمحافظ السابق الذي اغتيل لم يصدر تلك الوثائق والفضائح ؟ والجواب هو ان المرحوم ايضاً قد تصدى لكشف الكثير من السرقات والارتباطات المشبوهة والخطيرة والتي طالت ايضأ السستاني وحاشيته ، وبما ان اسماعيل الوائلي ليس في العراق والموجود هو اخيه وهم على نفس الخط والمنهج فكانت تصفيته حتمية بالنسبة للجهة المفضوحة والتي هي السستاني ومن يقف ورائه . وحتى عشيرته التي طالبت بكشف المستور لا تريد ان تتورط اكثر مع القوم واكتفت بالاشارة الى ان المتهمين هم دولة مجاورة (اشارة الى ايران) ولم يتجرأوا حتى على ذكر السستاني او المخابرات المرتبط بها خوفا من سلسلة ردود الافعال (الانفجارية ) التي ستطالهم ، فهل عرفتم الان من هم قتلة الوائلي ؟؟؟؟ |