الحـوار لـغة الـسلام والأمـان |
تعيش وعاشت الأمة العربية والإسلامية بأكملها حالة من ثقافة اللامبالاة والاستهتار وأحزان تملء الأرض في كل أكنافها من إختلافات ومضايقات وكل يريد أن يفرض رأيه على الآخر، لكن لمصلحة من؟ وإلى متى ستعيش الأمة حالات من العنف والإرهاب والقتل. وياليت كل هذا وذاك بين عدو لدود معروف لدينا جميعاً، لكن للأسف المحزن والشديد الأحداث والعنف كلها بين أبناء الأمة الواحدة. .. فالمفروض أن المجتمع العربي يكون قوياً متيناً معافي من الأمراض الاجتماعية التي أتت إلينا من الغرب وبأموال الغرب للتفرقة والنزعة في الأمة. لقد ترك فينا رسولنا العظيم المدرسة التي ينبغي أن نسير على نهجها ودروسها، لكن للأسف الشديد والمحزن للقلب أننا أصبحنا في حالة من التفرقة وأصبحنا في ملعب للقتل والإرهاب. لقد ضاعت بلاد، كان ينبغي أن تكون آمنة مثل بعض البلدان الأخرى، وتهجرت شعوب وتركت بلادها مرتعاً للجماعات الإرهابية الخسيسة مثل داعش وغيرها. الإسلام دين سماحة وعدالة ورحمة، وليس دين يستخدم للقتل والنهب والإرهاب. فقد عاش أسلافنا في الماضي على حقوق المعادلة التي تطلب متطلبات الحياة ومراعاة المصالح العامة وأداء الحقوق والواجبات على أن يتحمل كل فرض فينا مسئوليته وأداء مهامه المنوطة به وإليه على أكمل وجه. لماذا لا يكون الحوار هو لغتنا بدلاً من الصدام؟ إن تقديم لغة الحوار على أسلوب الصدام حقناً للدماء وأن نغلب العقل على العنف، فلقد ضرب لنا رسولنا العظيم (صلى الله عليه وسلم) مظاهر كثيرة، فهو المثل الأعلى في ميدان الحوار والتفاوض، فضرب (عليه الصلاة والسلام) لنا المثل العليا في القتال والزود عن حياض الدين والوطن. وحثنا ديننا على لغة الحوار والاعتراف بالآخر، وهو شريعة تطوير لكل قواسم مشتركة بين الإنسان وأخيه الإنسان أبناء الوطن الواحد وأوجد السّبل الكفيلة بتحقيق هذا وذاك، مما يساعد على العيش في سلام وأمن وطمأنينة ويحفظ للإنسان من أن يحيا حياة الأبعاد والإقصاء ونكران الأجر. ... لهذا فقد فرض فينا وعلينا ولنا الإسلام الحوار والدعوة إلى الأحسن، وإتباع السلوك والأسلوب الحسن، فالقرآن رسم لنا قواعد الحوار على أساس من الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن. فلابد من منهج حضاري قويم متكامل في ترسيخ مبادئ الحوار بين الناس، بل الشعوب، بل الأمة. لقد حمل رسولنا العظيم وأتباعه القيم والمثل العليا وأخذوا في نشرها في كل أرجاء الدنيا دون إجبار الناس عليها بالقوة، بل نتج عن ذلك وجود حضارة إسلامية عريقة أغنت بكل طرق الحوار والتفاعل، وكانت بدورها فيما بعد عندما استيقظت أوروبا من سياستها وأخذت تستعد للنهوض مكوناً حضارياً ذا بال أمد. فالوحدة الوطنية بين أفراد الأمة تتطلب أندماج دون دماء، فنحن جميعاً نعيش في أوطان واحدة مرتبطة بتاريخ ولغة وثقافة ودين واجتماع، فحب الوطن من حب الأمة وحب الوطن من الإيمان، فالحرص كل الحرص على ألاّ تدهور مجتمعاتنا وأن نقضي على الصراع والانقسام بين الأفراد والجماعات في المجتمع الواحد والانتهاء من صراعات الماضي. وأن يشعر الجميع في أمان واطمئنان وثقة بالتوازن إلى نحو ينتهي الخوف من الآخر، ويتولد فيه الشعور بأن الدولة هي دولة للجميع وكيان مشترك للجميع وبهذا تتولد كل أسباب الحماسة في المشاركة الإيجابية والفعّالة في تطوير حياتنا واندماج وطني اجتماعي واحد يسوده لغة الحوار بدلاً من الصدام.
|