البصرة باتت مسرحا للجريمة المنظمة من قبل المليشيات والعشائر .. والضحية كفاءات البصرة واعلامها .. د. نزار المحفوظ نموذجا.

 

 

العراق تايمز: كتب سجاد السوز

تشهد البصرة وضعا امنيا مربكا بسبب انتشار المليشيات وعصابات الجريمة المنظمة، فلا يكاد يمر يوما اذا لم تقع فيه حادثة سرقة او سطو مسلح او اغتيال او اختطاف وفي وضح النهار.

وتستخدم المليشيات والعصابات سيارات تابعة للدولة وبعضها مصفحة لتنفيذ عملياتها الاجرامية ودون تدخل من الاجهزة الامنية.

هذا الوضع الامني الهش شجع بعض الهمج من افراد العشائر الى ان تكشر عن انيابها وتنفذ اساليبها الهمجية في ابتزاز الناس وانتهاك حقوقهم والتعدي على ارواحهم واموالهم.

فنرى عصابات العشائر تسرح وتمرح في شمال المحافظة وتخوض المعارك تلو المعارك وبمختلف الاسلحة الخفيفة والمتوسطة، يقابل ذلك تدخلات خجولة من قبل الحكومة المحلية وقيادة العمليات وقيادة الشرطة وحتى الحكومة المركزية.

افراد عشائر يستقوون بهذه المليشيا او تلك او بهذا الحزب او ذاك،  يجولون في الشوارع باسلحتهم وبملابسهم العسكرية دون رقيب او حسيب.

اوضاع جعلت من خيرة كفاءات البصرة واعلامها الى هجرتها او الانكفاء في بيوتها خوفا من القتل، كان اخرها وليس اخيرها هو التهديد الذي تعرض له الاستاذ الدكتور نزار المحفوظ.

نزار المحفوظ هو طبيب جراح مرموق، اجرى الاف العمليات الجراحية وتخرج على يديه العشرات من الاطباء الاكفاء، تعرض في الفترة التي اعقبت ٢٠٠٣ الى تهديدات عديدة اضطرته الى التقاعد المبكر من العمل الحكومي و مغادرة البصرة عام ٢٠٠٧ والعمل في اقليم كردستان، ولكن بعد التحسن النسبي في الوضع الامني عاد الى البصرة ليعمل بشكل مستقل من خلال عيادته الخاصة.

تعرض الطبيب الجراح نزار المحفوظ قبل ايام الى تهديد بالقتل من قبل مجموعة همجية من احدى عشائر البصرة، بعد ان توفي احد المرضى في صالة العمليات بمستشفى الموسوي الاهلي لاسباب طبية خارجة عن ارادته، فبحسب تقرير اللجنة الطبية التي اكدت ان سبب وفاة المريض كانت بسبب خثرة دموية رئوية وهي حالة مرضية بعيدة عن مكان اجراء العملية وبالامكان ان تحصل لدى اي مريض اثناء او بعد العملية الجراحية.

كما اكد الدكتور نزار ومن خلال صفحته الشخصية على الفيسبوك، ان المريض الذي فقدناه مع الاسف في احدى المستشفيات الاهلية وبدون الاسهاب في التفاصيل كان نتيجة خثرة رئوية كبيرة، مشيرا الى ان ليس للجراح او المخدر ولا لاطباء الباطنية حول ولا قوة في علاجها، مبينا ان هذه حصل خلال ساعات قليلة لم يستفق المريض بعدها من التخدير، وهذا ما اثبتته الحقائق السريرية المثبتة من لجنة  اطباء الباطنية والقلبية وجراحة الصدر والتخدير.

هذه المجموعة الهمجية قامت بمداهمة بيت الدكتور نزار وامطرته بوابل من الرصاص، وكتبت عليه باللون الاحمر ان صاحب الدار مطلوب دم. ولم تكتفي بذلك بل كتبت نفس الشعارات على عيادته الخاصة في منطقة بريهة وسط البصرة.

وكل ذلك حصل امام مرأى ومسمع الحكومة المحلية والاجهزة الامنية دون ان تحرك ساكن واكتفت باتخاذ موقف المتفرج كأن الامر لا يعنيها!!

هنا نود التذكير بقانون حماية الاطباء رقم ٢٦ لعام ٢٠١٣ حيث جاء في المادة ـ 5 ـ يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن [3] ثلاث سنوات وبغرامة لا تقل عن عشرة ملايين دينار كل من يدعي بمطالبة عشائرية او غير قانونية ضد طبيب عن نتائج أعماله الطبية. وجاء في
المادة ـ 6 ـ يعاقب كل من يعتدي على طبيب في اثناء ممارسة مهنته او بسبب تأديتها بالعقوبة المقررة لمن يعتدي على موظف اثناء تأدية وظيفته او بسببها .

كما نصت الفقرة ثانيا من المادة ١٠ على نقابة الأطباء متابعة الشكوى القضائية على من يعتدي على الطبيب أثناء أداء واجبه المهني في المؤسسات الصحية غير الحكومية .

فما فائدة هذا القانون اذا لم تلتزم به الجهات التنفيذية؟

من جهة اخرى اكد احد الاطباء المقربين من الدكتور نزار المحفوظ، وهو الدكتور صادق غالب الساعدي، ان الدكتور نزار  اضطر الى ترك منزله هو وعائلته بعد تلقيهم التهديد بالقتل، مشيرا الى ان المحفوظ استغاث بالحكومة المحلية والاجهزة الامنية ولكنها لم تستجب لاستغاثته لحد الان.

من جانبه طالب نقيب اطباء العراق الدكتور ناظم عبد الحميد، الحكومة المحلية والاجهزة الامنية الى ان تاخذ دورها في حماية الطبيب، كما دعى اللجنة الانضباطية في نقابة الاطباء بالبصرة الى التحقيق بالموضوع بحسب الضوابط المعمول بها ورفع الموضوع الى الجهات المعنية لاتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة.

واضاف عبد الحميد، ندعو المحافظة ونقابة الاطباء في البصرة بتقديم شكوى الى مجلس القضاء في المحافظة وندعو وزارة الصحة الى اتخاذ الاجراءات اللازمة لمعالجة الموضوع ومنع تكرار مثل هكذا حالات.

كما طالبت رابطة جراحي البصرة، وهي منظمة غير حكومية، محافظ البصرة ماجد النصيراوي بالتدخل الفوري لحل الازمة والا سوف تغلق صالات العمليات في جميع مستشفيات المحافظة احتجاجا على هذه المهزلة.