المحفوظ في خطر .. بقلم الشيخ خالد الملا



العراق تايمز: كتب الشيخ خالد الملا

الدكتور نزار المحفوظ من أمهر الإطباء البصريين ومن العوائل الأصيلة فيها وهو جَراح كبير وعالم جليل في اختصاصه من أهالي مدينة البصرة .... 


لكن في أجواء العراق وضعف القانون وذهاب هيبة السلطة وتسلط بعض العشائر والمسلحين وتنامي نفوذهم على القرار الأمني في كثير من المحافظات أصبحنا بهذه الورطة وتحت هذه السطوة .... 


البصرة بين الأمس واليوم طبيب جراح كبير لايُقدر الله النجاح له في عمله أو يموت المريض بقضاء الله وقدره !! يُهدد الطبيب بالقتل هو وعائلته فأي طبيب بعد ذلك يتجرأ ويعمل في هذا البلد أعتقدُ أنها محاولات لتهجير قسري لما تبقى من كفاءات العراق بهدف تمزيق وتشتيت العراقيين ... 


أما الموقف الصحيح في مثل هذه الحالات أن يذهبَ أهل المريض إذا وقع عليهم الضرر جراء فقد مريضهم إلى القضاء والقانون له الكلمة الفصل أو يطالبوا نقابة الأطباء أن تفتح تحقيقاً سريعاً لكشف ملابسات ماحدث ويتحمل المقصر ان وجد جزائه ويتحمل الطبيب مسؤولية مهنته وهذا أمر متبع في دول العالم ... 


الخطأ وارد والتقصير وارد أما أن تتمسك بعض العشائر بمواقف التهديد والوعد والوعيد فإنه مؤشر خطير على فوضى عارمة تعم كل البلاد فالشعوب محترمة وحقوقها مبجلة لكن أن يُترك الشعب يحكم نفسه بنفسه فهذا يحتاج إلى مراجعة سريعة واتخاذ إجراء حازم لحماية هذا الطبيب وعائلته فليخجل المتطرفون من فعلتهم ولأن الطبيب المذكور هو واحد من الأطباء القلائل الذين لم يرحلوا من البصرة والعراق وتمسكوا ببلدهم ولكن التهديد لهذا الطبيب بهذا الشكل المفزع إنما هو إنذار لكل الأطباء والعلماء 
أنه لامكان لكم في عراق الفوضى وليحل محلهم الجهلة والدجالون والسحارون والمنجمون الذين يأكلون أموال الناس بالسحت والكذب ولذلك على الجهات الحكومية أن تتكفل الناس بحماية هذا الطبيب واتخاذ إجراءات حازمة ضد العشيرة التي هددت وكتبت على داره أو مكان عمله وعلى نقابة الأطباء أن تبين موقفها وتتخذ اجراءات بحق الطبيب إذا ثبت تقصيره أو مسؤوليته ويدفع دية شرعية بذلك وعقوبة طبية مهنية ... 


أتمنى من عقلاء شعبنا أن يحذروا هذا المنزلق فهو منزلق خطير ولا ينبغي أن نبرر هذا الفعل لأي سبب كان فبعض الحوادث لا تعطينا الإجازة والحق أن نعمم الفوضى في كل البلاد أدعوكم إلى رفض هذا المبدأ "أن تكون العشائر حاكمة " وأنا قد حذرت من هذه الظاهرة في إحدى حلقات حديث من القلب ولأني أحبكم وأحبُ بلدي ولا أُريد أن تشيعَ الفوضى في بلدنا أُحذرُ وأنبه وأنصحُ أن نعملَ لإيقاف هذه المهازل ونحافظ على ماتبقى من نُخب العلم من أطباء ومهندسين وباحثين .