الأخ جبار الياسري: متى تنتصروا لعروبتكم المهانة؟

على الرغم من أنك في دفاعك عن العروبة والعرب تخطئ في الإملاء، وتخطئ في النحو، ولا تعرف الفرق بين همزة الوصل وهمزة القطع، إلاّ أني حين نظرت في كلماتك وما بها من سموم قلت إن الرجل لا يعني بقوله غير المملكة العربية السعودية التي جاء متبرعاً أو قابضاً يدافع عنها. والحقيقة أن آلاف الحجاج يموتون في منى ولم نفهم حتى الآن لماذا ماتوا غير ما أتى به الإعلام السعودي القدري. وهو كلام لا يقبله عاقل سويدي أو ألماني غير العرب الذين مازالت أفواههم ملجمة لم ينطقوا بكلمة صدق واحدة في أرواح الحجاج الأبرياء الذين ذهبوا فدية لابن سعود وخدينه من أولاد بن لادن. قل لنا أنت يا جبار، كيف مات هؤلاء، تقصير أم تدبير؟ ولا تقل إنها إرادة الله، ولا تدافع بحرقة المكلومين عن السعودية، ولا تكن بوقاً للتلفزيون السعودي تقتبس منه أفلاماً تسوقها على صفحة "كتابات" التي تعرف أنها مدونة كل العراقيين.

أنت أجب عن سؤالك أولاً: من يتحمل المسؤولية أمام استباحة دمنا وتخريب نسيجنا الوطني، وإشعال الحروب وإثارة الفتن؟ أليست هي المملكة العربية السعودية التي جئت تدافع عنها وكأنك من مواليد الدرعية البائسة؟ من التي تخصص أكثر من نصف ميزانيتها لشراء الأسلحة الفتاكة من كل نوع وصنف؟ أوليس السعودية؟ من التي جعلت أراضيها بوابة للجيوش الأجنبية التي عاثت فساداً في ديارنا؟ أليست هي السعودية؟ أليس الإرهاب السعودي والإرهاب الإيراني هما الأخطر في المنطقة؟ إذاً إين الأمن والأمان الذي تطلبه والسعوديون والإيرانيون يشاهدون آلاف العرب السوريين والعراقيين يعبرون البحار البعيدة في زوارق من المطاط، ويموت منهم يومياً الآلاف؟ طبعاً نحن لا نعتب على الفرس، ولكن عتبنا على خادم الحرمين، وعلى حبيبك الإعلام السعودي، الأمين الصادق للعروبة.

والآن اقرأ معي كتاب البروتوكولات، ماذا تجد؟ أولاً إن العمق الاستراتيجي لإيران هو باب المندب، وثانياً إن العمق الاستراتيجي لتركيا هو البصرة، فهل لديك الآن أية صورة عن العمق الاستراتيجي العربي؟ لا طبعاً، فهذا لا يأتي في حساب العرب. واسمح لي الآن أن أعطيك صورة لا عن هذا العمق، بل عن هذه الضحالة عندنا. قبل سنين سمعنا الملك فهد من التلفزيون العراقي يقول إنه أخبر صاحبه الذي انقلب عليه فيما بعد إنه سيقسم رغيف الخبز معه في الحرب مع إيران. حسن، ولكن لماذا؟ لكي يقتل الملايين من فقراء العراق؟ جلستم أشهر طويلة تشحذون السكاكين وتلمعون الرماح على دعاوى رخيصة حتى أجلستم العراق على ثالثة الأثافي، ولم يدر في خلدكم يوماً إن دجلة والفرات سيصبحان شبحي نهرين، وإن المدارس والكليات ستخرج الأميين، وإن الجيش سيدار بالرشى، وإن العراقيين سيفقدون حظهم ووجوههم في المنافي البعيدة. كل هذا إرضاءً للسعودية، أليس كذلك؟ أم إنكم ستعيدون من جديد شعاركم الفاشي النازي من أنها حربكم على الفرس المجوس؟ وانظروا اليوم أين وصل هؤلاء الفرس المجوس، إنهم على بعد شبر منك ومني.

ثم جاءت الثانية ولم يكن يهمكم غير تنافس مهرجان بابل لمهرجان جرش، وفيها جلستم أشهر طويلة تبرون عصيكم على دعاوى رخيصة بعودة الفرع إلى الأصل، ووقعتم لإيران بالأصابع العشرة. كنتم تقولون إن هي إلاّ أشهر حتى ينتهي بشار، بعدها لن نترك شيعياً واحداً على أرض العراق، أليس كذلك؟ من علمكم هذا، ومن

لقنكم؟ والإجابة واضحة. ولو كنتم قد تمسكتم بوطنيتكم الصحيحة وتضامنتم بإيمان عميق مع أخوتكم الشيعة لما بقي رأس واحد خاوٍ من هذه الرؤوس التي سلمت نصف العراق إلى عصابات داعش وجعلت الأمريكان يضحكون علينا من جديد، أليس كذلك؟

ماذا أقول لك يا جبار الياسري غير الدعاء بأن تؤوب إلى عروبتك المهانة، وتنتصر لعراقيتك المدماة، أم إن الكلام معك لا يفيد؟