تلطخت لم تتلطخ أيديهم بدماء العراقيين, ربما تكون هذه الجملة أكثر جملة استعملت في سوق العملية السياسية بعد سقوط الصنم , تليها أو تتساوى معها كلمات مصالحة ومحاصصة ومشاركة وتوافق!. كل تلك الكلمات الملعونة , التي وردتنا من بورصة سوق السياسيين ظلت حكرا عليهم وانقلبت وبالا على العراقيين . تلطخت ولم تتلطخ أيديهم بدماء العراقيين , استعملت هذه الجملة في البداية لتميز: " خلالات العبد" , النجسانة التي وصلها بوله عندما شبع وشخ على الباقي من متاعه على أمل وصله إلى مبتغاة , لما بعد عليه الطريق عاد للبحث عن الخلال , إيهاما ترطب ببوله "تنجس" وأيهما لم يتنجس , في الآخر اضطر لأكل كل الخلال !!. أيهما تنجس من البعثيين وأيهما لم يتنجس ؟. فاق ضحايا البعث المليوني عراقي , قتلوا معدومين أو مغيبين في حروب صدام وسجونه , مقابل كل هؤلاء وجدنا من تلطخت أيديهم بكل هذه الدماء هم خمسون قياديا !.اعدم منهم صدام وبرزان وطه الجزراوي وعلي والكيمياوي وعواد البندر وعبد حمود واكتفوا بسجن الآخرين . اختصر الجناة في جريمة ضحايا البعث من عشرات الآلاف أو ربما مئات الآلاف , من منظومة صدام الأمنية والحزبية , وممن كتبوا التقارير , وممن ساهموا في إلقاء القبض , ومن حققوا ومن ومن ومن ..إلى ستة فقط يا لرخص دماء العراقيين !.يا لغباء وانعدام تفكير البعض ممن اقتنعوا بكذب البعض من الساسة. عندما أحس البعثيون أن لا عقاب يطالهم , وان الشعب اعزل ومغيب طمعوا وامتد طمعهم ليشاركوا الضحايا طعامهم , فأصبح كل جلادي الأمس أبرياء ولم تتلطخ أيديهم بدمائنا !.عادوا بعدها ليتغلغلوا في أعلى هرم السلطة . هل من عاقل يصدق أن أكثر من مليوني ضحية لجرائم البعث مقابل ستة هم من اعدموا ؟. كأننا قبلنا بمعادلة ظالمة بان يكون كل واحد من هؤلاء الستة يقابل ٤٠٠ ألف عراقي يا لرخص دمائنا!. أيقن البعثيون بعدم جدية العراقيين وساستهم بعقوبتهم , بمكر الثعالب حوّل البعثيون الموجودون في العملية السياسية شعار تلطخت ولم تتلطخ أيدهم بدماء العراقيين, من مجرمي البعث إلى جمهرة كبيرة من مجرمي القاعدة . نقطة الحياء سقطت من جبين من يطالب بإيقاف الإعدامات عن مجرمي تنظيم القاعدة بحجة المخبر السري وغيرها من المصطلحات , التي بدأ سماعها يتعب أعصابنا .كان الله بعون أهالي ضحايا التفجيرات , إذا اعترض كوبلر ممثل الأمين العام أو أي منظمة دولية أو منظمة لحقوق الإنسان على الإعدامات فهذا جزء من سياق عمل يسيرون عليه , لكن ان يعترض عراقيون وقادة لأحزاب وبرلمانيين على إعدام "السلتان" مناف الراوي والي بغداد , الذي رفض حتى الاعتذار عن جرائمه , والذي قاد اعتقاله إلى مقتل اخطر زعيمين لتنظيم القاعدة هما أبو عمر البغدادي وأبو أيوب المصري فهذه هي قلة الحياء. موسم الانتخابات موسم بيع وشراء وتجارة غير شريفة عند اغلب المتنافسين , لكن ان تصل السفالة والسقوط حد الاعتراض على تنفيذ حكم الإعدام بأربعة من اكبر قادة من تنظيم القاعدة , كانوا يقودون التنظيم من داخل السجن عن طريق الهواتف , التي ادخلها لهم الفاسدون وغير الشرفاء من الحرس مقابل أموال ... فهذا هو الإجرام والعيب بعينه , لكن هل يعرفون العيب !؟. أتمنى ويتمنى الكثير من العراقيين ان نسمع أحدا من قيادات أو أعضاء القائمة العراقية يطالبون: بحقوق الأرامل والأيتام وحقوق الشهداء والجرحى, والتعويضات لمن تضرروا من جراء العمليات الإرهابية , لم نسمع منهم أنهم طالبوا بأعمار أو بنى تحتية أو مدارس أو جامعات أو مستشفيات أو خدمات , كل ما نسمعه منهم إنهم انسحبوا وقاطعوا وتغيبوا واعترضوا ودافعوا عن المجرمين والقتلة , يريدون للبعثيين ان يعودوا وان يطلق سراح المجرمين ويلغى اجتثاث البعث وهلهلوا للبعث القادم ...!. طالبوا دون حياء ب "إطلاق سراح طارق عزيز وأركان النظام السابق وضباطه باعتبارهم كانوا ينفذون الأوامر"" وكبادرة حسن نية" , لو ظل صدام حيا للان لقالوا أطلقوا سراحه , أو سيدعوننا لنترحم عليه !. لا شرف , ولا أخلاق , ولا ضمير , ولا وطنية , ولا مبادئ , عند من يساوم على دماء ضحايا مازالت دماؤهم حارة , وما زال الجرحى والمعاقون يئنون. مقابل أي شيء يقام مهرجان الأوباش ؟.مقابل أصوات طائفية مبحوحة لا تنظر لغير مصلحة ضيقة لطائفة , ليس كل الطائفة فقط للطائفيين منها!. الفذلكة والعبارات المموهة , التي اختتمت بها المتحدثة في المؤتمر الصحفي لما تبقى من القائمة العراقية تصريحها عبارة عن كذبة كبيرة وخدعة للمغفلين من جمهور قائمتها الانتخابية,عندما طالبت بإيقاف الإعدام بمن لم تتلطخ أيديهم بدماء العراقيين . هل تريد إعفاء قادة القاعدة ؟.الذين أعطوا الأوامر والذين ساهموا بدفع أموال السيارات المفخخة والذين أوصلوا الانتحاريين إلى أهدافهم والذين قدموا المساعدات اللوجستية والذين والذين ...كل هؤلاء لم ينفذوا بأيديهم . هل أيادي هؤلاء لم تتلطخ أم تلطخت ؟.إذا لم تتلطخ أيادي هؤلاء حسب فهم ساسة القائمة العراقية فالله المشتكى . وان كان هؤلاء مشمولون فانه ضحك على ذقون جمهور القائمة العراقية وناخبيها . أما أهالي الضحايا فلهم القول الفصل ليساوموا ساستهم قبل إعطاء الأصوات لهم ماذا انتم فاعلون لدمائنا التي سالت وتسيل ؟. الساسة من كل الأطراف يريدون لأهالي الضحايا عدم احترام القانون والاقتصاص من المجرمين بأيديهم , وهذا ما سيحصل في الآخر , إذا ظلت المماطلة بتنفيذ القانون سيدة الموقف . تلطخت أيادي "السلتان" مناف الراوي وجماعته في "السلتنة" أم لم تتلطخ بدماء العراقيين !؟.حل هذه الحزورة عند من أقاموا الدنيا على إعدامهم لدواعي طائفية وانتخابية .لتذهب دماء الشهداء والجرحى والمعاقين هلهولة في زفة المرشحين لمجالس المحافظات ليجلسوا على كراسي معمدة بدماء العراقيين .."مايهمهم كلشي غيره سزية" .ألا تبت أيادي كل من باع دماء العراقيين بمال أو منصب أو جاه .إذا يئسنا من استنهاض همم شعب مغيب نحيل أمرنا وأمر هذا الشعب ومن غيبوه إلى علام الغيوب, الذي لا تنام عينه ولا تغفى عن انتقام لدماء سالت ظلما . حسبي الله ونعم الوكيل .صح المثل المصري الذي يقول:"إلي اختشوا ماتوا"
"يوم العدل على الظالم اشد من يوم الظلم على المظلوم"
|